هناك عدة أنواع من «الكراكيب» حسب ما قالته «كارين كينجستون» في كتابها الذي يشير إلى «الفينج شوي»، تلك التقنية التي تخلصنا من الفوضى وتحرر مجال الطاقة البيئية حولنا من معوقات حركتها، ما يعطينا مساحة أفصل للتقدم والإنجاز. من بين أنواع كل الكراكيب التي تعددها الكاتبة، وجدت نفسي غارقة في النوع المتعلق بالأشياء غير المكتملة، فأغلب ما حولي على هذه الشاكلة: لوحة لم أتخير إطارها بعد، غرض اقتنيته لأحدهم وبقي مكانه لم يصل في موعده، هدية وصلتني ولم تُفتح، عمل يدوي لم أحاول أن أجد الوقت الكافي لإنهائه، أو كتاب أردته بشدة ولكني لم أُنهِ حتى فصلاً واحداً منه. أو حتى مسودات أعمال لم تكتمل، ككتاب مُنجز منذ خمس سنوات يحتاج فقط إلى مراجعة لغوية، وعشرات المقالات التي توقفتْ على خاتمة أو حتى عنوان...! اكتشفت هذه الحقيقة المروعة أمام ناظريّ خلال الإجازة، عندما قررت إعادة ترتيب محيطي، وجدت نفسي نموذجاً جيداً بل ومثالياً لمدرب طاقة يبغي أن يقدم نموذجاً حقيقياً لأصحاب هذا النوع من الكراكيب.. الأشياء غير المكتملة. ولأنها غير مكتملة لم أتمكن من التخلص منها، فكل ما سبق أشياء تستحق الاحتفاظ بها وإنْ كان ذلك على عكس ما تُخبرنا به الكاتبة. فحسب تصنيف «كارين» في كتابها، إن هذا النوع من «الكراكيب» -بالذات- ذو تأثير أعمق من غيره في النفس، فأي شيء لدينا غير مكتمل في عالمنا المادي والعقلي والعاطفي إنما يتراكم ببعده النفسي في دواخلنا، وهو ما يمثل عبئاً مستمراً وعائقاً للطاقة. وتخبرنا «كارين» أن هذا النوع من الأشياء غير المكتملة تصعب ملاحظته بسهولة، وتبدو هذه الحقيقة أحد أسباب خطورته، فعلى الرغم من عدم وضوحه، فإن أثره شديد على النفس وله تداعيات يصعب تجاوزها..‏ وقد ينقضي العمر دون أن نلحظ ذلك. حسناً.. ما الفائدة التي سأجنيها إنْ تخلصت من تلك الأشياء، أوليس في استغنائي هذا خسارة فعلية؟ تجيب «كارين» إن ذلك الفعل سيترك مجالاً حيوياً في محيطنا، ما سينتج عنه فتح مجال لحدوث أشياء جديدة في الحياة، ويخلق تناغماً أكثر، وينشئ مساحة لفرصة جديدة رائعة يمكن أن تأتي إلينا. وهنا أتساءل حقّاً: هل يمكننا في رحلة حياتنا أن نستغني عن كل الأشياء حولنا غير المكتملة؟! وهل هذا ينطبق على الحكايات التي نعيشها ولا تكتمل، وهل من الأفضل تركها تماماً بدل الانتظار على أمل أن تكتمل يوماً؟! ما رأيك أنت عزيزي القارئ؟!