كان حلماً كاملاً، كان الأمل بنصف نهائي إماراتي خالص في البطولة الآسيوية، ومقعد مضمون في المباراة النهائية، هكذا تخيلنا بعد إجراء قرعة دور الثمانية، وكاد الحلم أن يتحقق، فقد نجحنا في نصفه الأول ولكن نصفه الثاني سرق، وحتى الآن لا ندري من الذي سرقه منا، ومن الذي أفسد فرحتنا، من الذي أضاع علينا فرصة الحلم الكامل، فقد خرج النصر ليس من الملعب ولكن في جنح الظلام، وبفعل فاعل. نحن لا ندري من هو الفاعل، هل هو منا أم جاء إلينا من الخارج؟ هل هو أحد تجار الأوهام؟ أم هو من سماسرة الأحلام؟ ولكن الأكيد أننا لا نتعلم من أخطائنا، نرى بأم أعيننا التجاوزات، ومع ذلك نغض الطرف عنها، نشاهد الأخطار المحدقة بنا، ولكننا نفضل الهروب وننشد السلامة، وعوضاً عن مواجهتها، ندفن رؤوسنا في التراب مثل النعامة. عندما أقر الاتحاد الآسيوي قاعدة «3+1»، كان الهدف هو دعم اللاعب الآسيوي، ونشر الاحتراف في القارة، وكانت لهذه القاعدة أهداف بعيدة المدى لتطوير الكرة الآسيوية، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع جدوى القاعدة ومدى ملاءمتها لنا، إلا أننا طالما التزمنا بها، كان علينا وضع الضوابط اللازمة لها، وكان مفترضاً أن يصدر منا رد الفعل المناسب عندما ظهرت التجاوزات، وبدأت الأمور تخرج عن نطاق السيطرة. لم يفعل اتحاد الكرة، وألوم السابق أكثر من الحالي، أي شيء يذكر، كان يشاهد أنديتنا تلعب بالنار، وهو في وضعية المتفرج، وكأنه يشاهد عرضاً بهلوانياً، فكان مشاركاً في الخطأ، لم يثر اهتمامه تسجيل اللاعب الذي عرفناه برازيلياً بجنسية تيمور الشرقية، والتشيلي بجنسية فلسطينية، لم يحركه فضوله عندما أثيرت قضية البرازيلي ليما وجنسيته الأوزبكية، كان شأنه شأن الجمهور، وهو يتفرج على فصول المهزلة، لذا كان من الطبيعي أن تتضخم وتتفاقم المشكلة، فقد بدأت الظاهرة بحالة ثم حالتين، ومن ثم عمت الفوضى، وأصبح اللاعبون يأتون إلينا بجنسية ويغادرون باثنتين، وتخيلوا لاعباً جاء إلينا برازيلياً، وفي الموسم التالي أصبح أوزبكياً، وعاد في الموسم الثالث إلى جنسيته البرازيلية، واتحاد الكرة لم يحرك ساكناً. تجنيس اللاعبين بجنسيات آسيوية هو محاولة بائسة للالتفاف على القانون، وأينما وجدت مثل هذه المحاولات، وكلما كان هناك فرصة للتجاوزات، ظهر خفافيش الظلام، وتجار الغش والأوهام الذين يبيعون كل شيء، حتى لو كان حفنة من الأحلام، قد يبيعونك جوازا للسفر وبطاقة هوية أو خلاصة قيد وجنسية آسيوية. Rashed.Alzaabi@alIttihad.ae