لاشيء أجمل من اختيار شخصية العام المسرحية هذا العام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إنها نقطة الضوء المستحقة منذ أن بدأ المسرح في الإمارات يخطو خطوات واسعة نحو الصعود بالفن المسرحي والتي قطعت مسافة بعيدة نحو التجديد والتجويد في العمل والاختيارات الجادة نحو قيام مسرح حقيقي ينشد الفن المسرحي بمسؤولية، والسعي نحو أن يكوّن قاعدة مهمة ونشطة في العمل المسرحي، وهذا ما كان منذ ربع قرن تقريباً، واستمرار المهرجان المسرحي السنوي عبر أيام الشارقة المسرحية كان الدليل القوي والأكيد أن هناك اهتماماً جاداً بالمسرح على المستويات المختلفة من تأليف وعروض مسرحية ذات أهداف واضحة وصادقة وبعيداً عن هزلية الأعمال المسرحية والتهريجية التي بالتأكيد سوف تختفي عندما يكون المسرح الجاد مستمرا في طرق القضايا الاجتماعية بصورة دائمة وأن التجارب التي مرت يستفاد منها في خلق أعمال مسرحية جديدة ومتجاوزة ما مرَّ من أعمال سابقة وما يؤكد أن المسرح في الإمارات ماض في طريقه السليم وعازم على الاستمرار بصورة جيدة ومثابرة على العمل دون تردد أبداً، وصول مهرجان المسرح الخليجي إلى الدورة (13) بعد أن استمر قبله مهرجان المسرح الإماراتي في الأيام المسرحية كل هذه الأعوام دون انقطاع، حيث إن الاستمرار والحرص على عدم الانقطاع هو أكبر دليل على أن المسرح يسير بخطوات ثابتة وبدعم كبير من شخصيات مهمة في الإمارات وخاصة من شخصية العام المسرحية، بل الأب والراعي الدائم للمسرح وكذلك وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي تساند مثل هذه الاتجاهات الثقافية والمعرفية والفنية وما تمتاز به قيادة هذه الوزارة والروح الجميلة التي يحملها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على المستوى الثقافي والفني والمجتمعي، والمساند دائماً لكل الفئات المجتمعية بحضوره الكريم أو دعمه عبر وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. المسرح في الإمارات يعيش هذه الفترات في رعاية وعناية من الجميع لإيمانهم بأن هذا الفن الرفيع عندما يكون ملتزماً بقضايا المجتمع والناس فإنه يقدم خدمة مهمة ويضيء سماء الإمارات بروعة الفن الجميل وتقديم الإمارات بأنها أرض الثقافة والمعرفة والفن الرفيع وبذلك يساند قطاعات كثيرة في الإمارات كلاً يعمل وفق اختصاصه بأن بلدنا العزيز جميل ورائع في كل شيء، ويجب على المسرحيين وعشاق هذا الفن أن يبدعوا وأن يعملوا بجد واجتهاد لإظهار مدى تقدم هذا الوطن في كل المجالات مع الالتزام بأهمية قول الكلمة الحقة والصادقة عند طرح قضايا المجتمع وعند تناول القضايا التاريخية دون خوف أو وجل لأن العمل المسرحي مسؤولية والناس تستطيع أن تفرز العمل الصادق من الكاذب وأن يكون المسرح كما عهدناه دائماً هو مرآة المجتمع، لا يُشترى أو يُباع ولا يُؤجر حتى وإن ضعفت ميزانيته وتدهورت أحواله، المسرح ليس واجهة للدعاية والإضحاك فقط والتهريج والتصفيق لمن لا يستحق، إنه الفن الرفيع والفكر النير الواعي لدور المسرح وأهميته منذ أن بدأ سواء في عهد الأعمال الرائدة والرائعة التي قدمها شكسبير أو برخت والرائعين من عمالقة المسرح الملتزم، نعم المسرح مسؤولية والتزام وفن رفيع، مسؤوليته خدمة المجتمع وناسه ولاشيء غير ذلك. إن المتابع للمسرح العربي يجد أن مسرح الإمارات والاهتمام الذي يناله قد أثمر وأخذ صوت المسرح الإماراتي يبرز على المستوى الخليجي والعربي وثبات الأنشطة المسرحية وقيام المهرجانات جعلت الجميع يعمل على قراءة هذه التجربة والمشاركة فيها. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com