من مراقد وأضرحة شيوخ الطرق والسلاطين العارفين، والأولياء الصالحين ممن يطيب المكوث عند عتباتهم، وطلب الرجاء، وتعليق الأمنيات على جدران مقاماتهم في مدن كثيرة تعنّيت لها:
- مزار «سلطان خوجاه أحمد عيسوي»، المولود في تركستان بكازاخستان، ذهب وهو صغير إلى الفقيه العالم «ارسلان بابا»، وقال له: أعطني شيئاً لي عندك! فتذكر الأمانة ووزر حملها، وأدرك أن لهذا الصبي شأناً، فأخرج له نواة تمر جلبت من مدينة الرسول الكريم، فاعتنى به وعلّمه ودرّسه، وحين شبّ كرّس حياته لتبليغ العلم، حتى بلغ عمر النبي الكريم حين وفاته، فقال لتلامذته: حانت منيتي، فدخل في قبو، ولا أحد يعرف كم بقي فيه، حتى وجده تلامذته ميتاً، فدفنوه في مكانه، ولما هجم «تيمور لنك» على المدينة، سأل عن مدفنه، ولماذا الناس تقدسه؟ فعمل مرقدين، له ولمعلمه، وأصبحت مدينة تركستان فيما بعد مرقداً لكل الملوك والرجال العظماء، حتى تنصيب ملوك كازاخستان كان يتم في هذه المدينة، فيزف الملك المختار على سجادة بيضاء مصنوعة من وبر الجمل.
- ضريح «عكاشة تا»، كان رجلاً كازاخياً محارباً لم يهزمه أحد، حتى غُدر به، وكان أعزلَ من السلاح، فتفرق دمه من الضرب والطعن وقطع الأوصال، فكان قبره حيث تناثر دمه، لذا قبره يحتل مساحة كبيرة.
- ضريح سيدي عبدالرحمن الثعالبي بقصبة جزائر بني مزغنة في باب الواد.
- ضريح الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي في دمشق الصالحية، بني حوله جامع محيي الدين بن عربي أو الجامع السليمي نسبة للسلطان سليم الأول أو جامع الخنكار، وبجانب الضريح هناك قبر ولدي بن عربي سعد الدين وعماد الدين، وقبر الأمير عبدالقادر الجزائري الذي توفي عام1882م، ونقل رفاته إلى الجزائر عام 1966.
- ضريح مولانا «مفلانا» جلال الدين الرومي في قونيا بتركيا، حيث يجتمع محبوه ومريدوه من مختلف الديانات والملل والنحل تخليداً لذكرى وفاته في ديسمبر من كل عام، ويعرف بـ«شَبِ عروس» من 7-14 ديسمبر، وزواره يزيدون على المليونين، صاحب كتاب «مثنوي معنوي» وكتاب «فيه ما فيه» و«التبريزي»، والطريقة المولوية «دارفيش» التي أسسها ابنه «سلطان ولد».
- ضريح «سلطان الأولياء» عبد القادر الجيلاني أو الحضرة القادرية في بغداد على جانب الرصافة، طالب العراق برفات قبر هارون الرشيد من إيران، فرفضت إلا بمقابل نقل رفات عبدالقادر الجيلاني إليها، مدعية أنه مولود في كيلان عند بحر قزوين، في حين الدراسات تجمع أنه ولد بمحلة جيلان بالمدائن.