قبل أيام أعلن نادي الوحدة عن إعارة لاعبه الدولي السابق محمد الشحي إلى الظفرة، ولم يتم ذكر الأسباب التي دعت النادي للتخلي عن لاعب بحجم وقيمة الشحي، وهو الذي كان إحدى الركائز المهمة في تشكيلة الفريق لسنوات طويلة، وحدثت الأمور بهدوء تام، وسلاسة شديدة، ولم يُثر الخبر فضول الناس، ولم يكن هناك داعٍ للتساؤل، فلطالما كان الوحدة كريماً وبقية الأندية «تستاهل». وحده محمد الشحي الذي كشف السر، وهو الذي لم يجد حرجاً في إعلان الأسباب التي دعت ناديه للتخلي عنه، ومن خلال 7 تغريدات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تقدم الشحي بالشكر لناديه الوحدة ولجماهيره معاهداً إياها بالعودة من الإعارة أقوى من ذي قبل. أما أهم ما جاء في تغريدات الشحي فقد كان قيامه بتوجيه الشكر إلى المكسيكي خافيير أجيري مدرب الوحدة، معتبراً إياه واحداً من أفضل المدربين في مسيرته كلاعب، على صراحته واحترافيته عندما أبلغه بأن لا مكان له في تشكيلة الوحدة، وهو ما اعتبره الشحي محاولة حقيقية لمساعدته وحافزاً يدفعه للعودة وإثبات الذات. لم تأخذ تغريدات الشحي الحيز المناسب لها في وسائل الإعلام، وتخيلوا الموقف في حال كانت تغريداته في الاتجاه المعاكس، ماذا لو هاجم مدربه وناديه؟، ماذا لو كانت ردة فعله غاضبة تجاه قرار إعارته وعدم إدراجه في قائمة الفريق؟، بالتأكيد كان سيحتل صدارة المانشيتات، وسيتم مناقشة تلك التغريدات في البرامج التليفزيونية، وسيكون له نصيب وافر من النقد، و«هاشتاج» لن يهدأ حتى يتصدر قائمة «الترند». جرت العادة أن اللاعب، أي لاعب مهما كان حجمه، ومهما علا أو خفت نجمه، إذا تم الاستغناء عنه بناء على توصية من مدرب الفريق، يصب جام غضبه على هذا المدرب ويوغل في التمادي، وتصيب حمم براكينه إدارة النادي، وينفي عن نفسه تهمة هبوط المستوى والتقصير، ويظل يذكر الناس بعطائه السابق وتاريخه الطويل، ويبدأ في توزيع الاتهامات ونشر الغسيل. أما محمد الشحي فتعامل مع الموقف بحكمة وإيجابية، وكانت تغريداته في منتهى الشفافية، وكشف عن عقلية مميزة وحنكة واحترافية، فهذا هو عالم الاحتراف، لا مكان للعواطف، ولا يهم ماذا قدمت في السابق، ولا يكفي تاريخك في الملاعب، عالم الاحتراف حيث القرار الأول والأخير في يد المدرب، والحكم النهائي والملزم هو العطاء والأداء على أرضية الملعب، وبانتظار عودة «الوضيحي»، لا بد أن نقول «برافو» محمد الشحي. Rashed.Alzaabi@alIttihad.ae