فجعت الأسرة الخليجية والأمتان العربية والإسلامية برحيل فارس من فرسان المسيرة الخليجية المشتركة، وقائد عربي وإسلامي بارز برحيل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة·
لقد تحقق في الكويت خلال عهده الكثير من الإنجازات والمكتسبات، وهو الذي قاد البلاد في أحلك الظروف وأصعبها، وفي مقدمتها الظرف الصعب والأليم عندما قاد طاغية العراق صدام حسين جيوشه لغزو الجارة الشقيقة، وما التفاف الكويتيين وقتها حول الشيخ جابر وآل الصباح الكرام إلا تأكيد على تمسك الكويتيين بقيادته والشرعية التي يمثلها وتمثلها بالنسبة لهم الأسرة الكريمة·
وقد استطاع بحكمته وإيمانه الكبيرين بالعدل تجميع تحالف الحق الذي التف من حوله وفي المقدمة اشقاؤه من قادة دول الخليج الذين كانوا خير عون وسند لاستعادة الحقوق المشروعة· ولم تمض إلا أشهر معدودة حتى نجح معهم وبهم وبدعم المجتمع الدولي بأسره في إزالة الغمة التي ألمت بشعبه وبلاده، ليتفرغ بعدها لبناء الكويت الجديدة· كما كانت للراحل الكبير مواقفه المضيئة فيما يتعلق بكل ما من شأنه تعزيز العمل الخليجي المشترك، وكذلك إعلاء كلمة العرب والمسلمين في كل مجمع· ففي كل موقف ومحفل كانت للكويت بقيادته مواقف مشرفة فهو 'جابر العثرات'·
وقلوبنا اليوم تتألم للمصاب الجلل الذي أصاب اشقاءنا في الكويت، نسأل الله أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين جزاء ما قدمه لشعبه ولأمته العربية والإسلامية، وأن تكون أعماله في ميزان حسناته· وأن يلهم الكويت والكويتيين الصبر والسلوان، للخروج من هذه المحنة الأليمة، و'إنا لله وإنا إليه راجعون'· وداعا جابر وإلى جنة الخلد بإذن الله·