لعل من أجمل الأمسيات أو البرامج التي صاحبت معرض الكتاب بالشارقة برنامج الملتقيات الثقافية والندوات التي أحسن المنظمون للأنشطة الثقافية اختيار عناصرها، وفي الأدب والرواية والنقد تم اختيار الناقد السعودي سعيد السريحي والروائي عبده خال، وهما قامتان ثقافيتان وأدبيتان في المملكة العربية السعودية، بل من أصحاب الرؤية الثاقبة والمعبرة بشفافية وصدق، ذلك العالم العارف والواعي للتحولات الكبيرة والمستمرة في الجزيرة العربية والخليج العربي، ثم أن الناقد سعيد السريحي صاحب رؤية نقدية حديثة ومتقدمة في الجزيرة العربية وكذلك الروائي عبده خال صاحب تراكم أدبي وروائي فذ في المملكة بالإضافة إلى رؤية واسعة وكبيرة في المجال الأدبي النقدي· لقد قدما أمسية في غاية الروعة والرؤية الفكرية الواضحة والقراءة العارفة والمتدفقة في تاريخ النصوص الأدبية والروائية في المملكة العربية السعودية، فقد قدما دراسة وتشريحاً ورؤية متقدمة في فك الكثير من ملامح الرواية السعودية، وأثريا الأمسية في فتح نوافذ وأبواب جديدة على الحضور الذين يبحثون عن إجابات لكثير من الأسئلة حول الرواية السعودية، وحضورها المتصاعد في السنوات القليلة الماضية على المستوى العربي، وكأن تدفق الاشتغال على الرواية ومن أكثر من مثقف وأديب في المملكة ينتظر هذه الأعوام لينطلق نشاطهم الإبداعي سواء عند الأدباء أو الأديبات، ولكن سعيد السريحي وعبده خال، أجابا بأن هذا الذي يحدث هو فيض عمل طويل وتراكم كبير لم تتح له الفرصة بأن ينطلق بالاضافة الى أن النظرة في فترة من الفترات للرواية بأنها مساحة للتسلية وقتل الوقت، كأن تقرأ في فترات الراحة أو قبل النوم!! ولكنها بعد أن طرقت الكثير من الشأن والخصوصية الدقيقة في المجتمع تم النظر إليها بعين مختلفة ولكن قد سبق الزمن الرقيب، لقد هزم الرقيب وحمل أدوات ملاحقته للأفكار وفلترتها وجلس بعيداً، يراقب خطوطه الحمراء التي يذكرنا بها دائماً ونحن نعرفها والجديد والحديث من الكتابة وصور التعبير قد تنال منه وتضعف بصره وأدواته في ظل هذا العالم المنفتح على احترام العقل والفكر والرؤيا والاختلاف، لذلك لم يعد متاحاً الآن غير ركوب مطية الثقافة والأدب والفنون وتجييرها لصالح الذي يخاف من الحقيقة والحرية والشفافية والفكر الحر·· Ibrahim_Mubarak@hotmail.com