للشهيد صرح عتيد، ومجد مجيد، وبوح سديد، ومد مديد، واسم تليد. هو في السر والعلن، الشوق والشجن، وبارقة في السماء، شارقة في الأرض هو طارق لأحلام جيل ناطق بوعيه، وسعيه إلى أيام تكتب بها الأسماء بحروف من نور. للشهيد، منطقة في القلوب أوسع من عين الشمس، أرفع من القمم الشم، أنصع من عذوبة الماء على لسان الطير.. للشهيد، قدرة فائقة على ترسيخ الثوابت والنوابت، فمنذ أول شهيد قدم الروح سخية لأجل الوطن، وأبناء الدم الواحد يهتفون لبيك يا وطن، لأن الدم الزكي الذي أريق فداء للحرية والكرامة كان النهر الذي عبرت منه أرواح الآخرين، بشفافية وحيوية مستقصية أثر الشرفاء والأوفياء، ناهلة من عطر وعذوبة مستبسلة من أجل اللحاق بالأرواح الطاهرة، مؤمنة أن لا حب يوازي حب الوطن.. شهداؤنا قدموا الدرس والموعظة والمثال والنموذج للجهاد ضد الظلم والقهر والاستبداد ضد الذين جنحوا للزيف والتحريف، وانجرفوا خلف أوهام وأسقام وباعوا الوطن بأثمان بخسة ورخيصة. شهداؤنا أعطوا للعالم أن إذا دعا داعي الجهاد فكل أبناء الإمارات جنود مجندون لحماية الأرض والوطن ورفع راية الكرامة خفاقة رفرافة رقراقه. هذه الشيم التي زرعها زايد الخير طيب الله ثراه، في نفوس الأبناء والتي أصبحت قاموساً وناموساً وناقوساً يسير الأبناء والأحفاد على أثره ولا طريق إلا طريق الحب الذي شيَّد صرحه عشاق هذا الوطن وقادته الكرام الذين سهروا وبذلوا النفس والنفيس، من أجل بناء وجدان إماراتي قائم على وحدة الصف والمصير. هذه هي الإمارات قوتها في تلاحم الأبناء واصطفاف الشعب والقيادة في منطقة واحدة اسمها الوطن وإيمان الجميع أن بوحدة أهل البيت يجفل المتربص، ويزول المتلصص، ويقهر كل من في قلبه مرض أو عرض أو غرض، ويهزم العادي والسادي والمتردي، ويحسب ألف حساب من كل من ينوي الشر، أو يضمر الضرر، بوحدة البيت تلمع أشعة الشمس، فتضيء العقول والحقول والسهول، وتتداعى جدران الحاقدين والحاسدين، والسادرين، وتذهب كل مخططاتهم كغثاء السيل تذهب جفاء، تذهب أدراج الريح.. هذا الوطن خلد الشهيد وجعل للمواطن بأساً شديداً جعله الاستثنائي في العطاء وفي الإنتاج الاستثنائي في حب المجد، والاستثنائي في صناعة الأشواق بكل اشتياق، وهو التواق إلى معانقة النجوم بجباه أنصع من وجه القمر، ألمع من قرص الشمس، أرفع من مجرات الكون وكواكبه وسواكبه، هذا الوطن جعل الشهيد علاقة إنسان الإمارات في الحب وفي الوفاء.. هذا الوطن تتسع حدقاته كلما غرد طائر، عند ضفاف المحبة، وهفهف غصن عند جناحي عصفور، وترقرق نبع عند شغاف واد سحيق.. هذا الوطن يغسل بالحب كل الرواسب والنوائب، والشوائب.. هذا الوطن هو الحب كله المزدهر بقلوب عشاقه. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae