لابد في البداية أن نبارك لنادي الجزيرة إدارة ولاعبين وجماهير هذه البطولة الغالية التي أفرحتنا جميعاً كما أفرحنا الفوز ببطولة الخليج ومن محاسن الصدف أن يكون ملعب محمد بن زايد هو فأل خير على الفرق الإماراتية وها هو الجزيرة يُدخل الفرحة على شعب الإمارات بأكمله بعد أن أدخلها منتخب الإمارات بفوزه بأول بطولة خليجية كذلك فعل الجزيرة وقفز على جميع التقاليد الكروية بعدم فوزه لا ببطولة الدوري ولا ببطولة الكأس المحليتين بل هو قفز إلى الأعلى وحقق ما هو أغلى من هاتين البطولتين إذ حقق بطولة خليجية تعتبر أكبر وأعم من البطولات المحلية وتسجل في التاريخ الرياضي الخليجي وليس في سجل اتحاد الكرة المحلي ومن هنا فهذه البطولة لها حلاوتها ولها رونقها وطعمها وها هي كرة القدم تنصف فريق الجزيرة وتهديه لقباً يستحقه فألف مبروك لجميع الإماراتيين بطولة الجزيرة وألف مبروك لكل إخواننا في نادي الجزيرة الذين أسعدونا بفوزهم المستحق· عودة للمباراة الملحمة والتي لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى من ذاكرة كل رياضي وكل متابع لكرة القدم وخلافاً لما أطلق عليها المعلق الإماراتي عدنان حمد بأنها مباراة الأعصاب بل هي كانت مباراة حرق الأعصاب ولم يأت الفوز سهلاً بل جاء من رحم المعاناة قبل أن تبدأ المباراة إذ دخلها فريق الجزيرة البطل وهو متأخر بهدفين وهي نتيجة مباراة الذهاب ولكن ولأنه فريق بطل فقد استطاع تحقيق المراد بهدفين جميلين حتى وإن كان ذلك بالكثير من الجهد والمعاناة حتى الرمق الأخير وجاء سيناريو المباراة صعباً ومتلاعباً بأعصاب الجميع ورفع ضغط الكثيرين وتلاعب بأعصابهم بين الأمل الكبير والألم الأكبر فكانت المباراة في مجملها حرقاً للكثير من السعرات الحرارية في جسد الكثير من المتابعين وليس اللاعبين فقط وجاء الوقت الإضافي بشوطيه كمشهد مكرر للإثارة التي شهدتها المباراة وكذلك كان تكراراً لدقائق العذاب التي عاشها الجميع قبل وأثناء المباراة ولم تكن ركلات الترجيح من علامة الجزاء بأرحم علينا مما سبقها فتلاعبت بنا كما تشاء فجعلتنا نفرح تارة وما تلبث أن تميتنا ثم تعود فتحيينا لتميتنا إلا أنها كانت رحيمة بنا في الختام وكم تكون الفرحة جميلة بعد كل هذا العذاب وبعد كل هذه المعاناة وأعتقد بأننا لم نعانِ كما عانينا ليلة وداع سنة 2007 ويحق لنا أن نفرح بعد كل هذه المعاناة لأن فريقاً إماراتياً استطاع تحقيق فوز ثمين ببطولة ثمينة ولدت بعملية قيصرية في مباراة لن تُنسى ولن تُمحى من الذاكرة أبداً ومهما قلنا وكتبنا عن سيناريو المباراة فلن نوفي فريق الجزيرة حقه ومهما قدمنا الشكر والثناء لجميع من ساهم في هذا الفوز فلن نوفيهم حقهم فلقد كان الجميع أهلاً للمسؤولية وتحمل اللاعبون وجهازهم الفني والإداري ما لا يُحتمل واستطاعوا تجاوز كل الصعاب والعراقيل واستطاعوا تجاوز محنة مباراة الذهاب ونتيجتها أمام فريق صلب وصعب وأكثر منهم خبرة في مثل هذه البطولات ولم يكن لقمة سائغة وقاتل حتى آخر رمق كما شاهدنا ولكن ولأنه الجزيرة الذي أثبت أنه لا يعرف المستحيل فقد حقق ما اعتقد البعض أنه مستحيل وها هو الجزيرة يكمل أضلاع المثلث باعتباره الفريق الإماراتي الثالث الذي يحقق هذه البطولة بعد فريقي الشباب والعين وها هو الجزيرة يسجل اسمه في سجل البطولة ويدخل نادي البطولات الكبيرة التي طالما حلم بدخوله وعمل لها فكانت المكافأة المستحقة فهنيئاً لنا جميعاً هذه البطولة وهنيئاً لنا هذا الفريق البطل·