* يا أخي·· هذه الأيام الواحد يتمنى أن ينكسر له ضلع أو ينشطف له صيم ولا يصاب بزكام أو رشح، من الواحد يبدأ في العطس يتم يتفزز في نومه ويحلم أنه ربى له ريش أو يحلم أنه يطير·· أنفلونزا الطيور شكلها بتشب في الناس وفايحة فيهم، لأول كان يصيبنا بو أحميّر أو السعال الديكي كما عرفناه في دروس الصحة العامة والعلوم، لكنه يمر بسلام عقب كم يوم، هذه الأيام الطيور أصبحت رعباً وخوفاً يمكن أن يقضي على الناس، فاللهم اكفنا شر الطيور والطيور التي تطير بأجنحة أبعد منها·
ü بصراحة لا أعرف ما هو المبرر أن يُعَيّد المغرب يوم الأربعاء، خلاف أمة لا إله إلا الله كلهم، وبعد حجهم بيومين؟ ما هو التقويم الإسلامي الذي يمشي عليه؟ عيد الفطر·· وقلنا ما عليه، هلال فات ولا أحد مات، قمر طلع وقمر غُمّ على الناس، لكن حج وطواف وأضاحٍ ومبيت في منى والرمل من مزدلفة ورمي الجمرات التي كل سنة يموت فيها بالمئات، بصراحة اسمحوا لنا·· هذا عيد لكل المسلمين ولو كان العيد ببعد المسافة والمشقة، لكان عيد إندونيسيا بعد ثلاثة أيام، نتمنى مثلما تخلص الملك الشاب والعصري من قصة أمير المؤمنين رضي الله عنه وأمير الفاتحين وآخر المرابطين على الثغرين وقائد الغُرّ المحجلين، أن يتخلص من التقويم الذي لا نعرف من يقرر فيه ومن يحسبه ومن يناظر أفلاكه وأجرامه ومن يقرر العيد فيه·· ومبارك عوا شركم·· ولو متأخرة مثلما تأخر عيدكم
ü واحد من الأصدقاء نوى الحج أو أمر بنية الحج هذا العام، لأنه بلغ من العمر عتياً ورجع شعره أسود بعد انتهاء مرحلة الشيب ودخوله في طور زمني جديد، فأربكنا وأربك المدينة، لا فوطة قده ولا تنطوي على قده أو حول كرشه بعبارة أصح، أي إحرام يمكن أن يلم تلك الجثة التي تشبه مصارعي السومو؟ لا فوطة باكستانية ولا إزار يمني، فاضطررنا أن نذهب إلى محلات big&tall لكنها لم تف بالغرض، فكلها قمصان مشجرة وبناطيل مثل خيش الطحين، وكأن الواحد ذاهب إلى بتايا أو بانكوك، فلم يسعفنا إلا خياط الشباب في مدينة بني ياس، حيث شبك له ثلاث فوط بيض، وأخذنا له شرشفين بيض من الطوال، ليكونا كإزار وملفح، المشكلة شو يثبت هالخلقان مع بعضها، فاستعنا بحبل مفتول قدر أن يجمع الأشياء المتناثرة حول البطن لكن كيف يتلاقى طرفاه؟ فاستعنا بتوصيلة حتى تلاقت الحلقة بالبطان، ورمينا الثلاث فوط التي تشبه البطانيات على أكتافه، فظهر لنا جلياً حينها وكأنه واحد من ممثلي مجلس الشعب في روما القديمة أو أحد مستشاري قيصر الباقين في عاصمته والرافضين لكل حروبه البعيدة·
الغريب·· أنه لما نوى أن يرمي الشيطان بجمراته الصغيرة والتي تضيع في يده، حدثت تلك الكارثة، فاهتز إيمانه قليلاً وكاد يعيد سيرته الأولى وينضم إلى جيوش المرتدين، مانعي الزكاة، لولا ثلة من المؤمنين كانوا معه والقابضين على دينهم كالقابض على الجمر، ثبّته على المحجة البيضاء وحجزوا له على أول طائرة مغادرة جدة لكي لا تضيع حجة العام أو حجة الوداع··