ü على الطريق السريع أبوظبي - العين - أبوظبي تصادف كل 10 كم تقريباً لافتة مكتوباً عليها دورات مياه، فتفرح لهذه الإشارة الحضارية والخدماتية المتميزة، فتقول إنه جهد لا بد وأن أشكر عليه البلدية أو من سعى لهذا العمل الإنساني، ثم تقول لأجرب إحدى تلك الدورات، لا لشيء·· فظروفك ذلك اليوم جيدة، والمثانة تستطيع أن تتحمل سير مسافة ساعة ونصف دون أن تفرغ، إلا انه الفضول وحب المعرفة، فتتبع الإشارات التي تقول لك دورات مياه على بعد 1 كم، ينتهي الكيلو متر، وأنت ما تزال تتبع السهم، فلا تجد فتحة موصلة إليها، بل شبك محوّط أو طريق رملي مؤد إلى شجر كثيف أو صنادق خشبية مبنية لعمال مؤقتين، تتكرر المسألة عند النقطة الأولى فالثانية فالثالثة، فلا تجد مكاناً يقصد إلا تحت الشجر يا وهيبة أو ذلك السيح الوسيع أو نحو مكان خال هناك·
إن الذي صرف على اللافتات التي تشير لدورات المياه والأسهم التي تدل عليها أكثر مما صرف على الدورات نفسها، وليتهم يفعلونها ويبنون دورات مياه حقيقية ولو كانت نظير قيمة مالية يدفعها الشخص للصيانة والمحافظة على هذا المرفق الهام ونظافته الدائمة، مثلما تفعل بعض المدن المتطورة، أما سيح الله الوسيع ومنابت الرمث وتلك الأشياء التي تسمى دورات مياه على بعد 1كم، فلا داعي لكل تلك اللوحات المعدنية وذلك الصبغ الفسفوري والقواعد الأسمنتية التي تثبت عليها الإشارات والأسهم الدالة على بيت الأدب ·
ü لو سئلنا عن أضعف ناد رياضي في الدولة وأكثرها فقراً من حيث الإمكانيات والجمهور الذي يسانده في مشواره الرياضي ومبارياته المختلفة، فلن يختلف معنا أحد أنه المنتخب الوطني، ومباراته الأخيرة مع كوريا تنطق بالحال، لقد كان الجمهور الكوري أكثر من جمهور الإمارات رغم أن المباراة هنا وليست في سيئول، ورغم أن الجالية الكورية من أصغر الجاليات الموجودة في الدولة ولا يوازيها في صغر الحجم إلا الجالية الدانماركية التي نتمنى على منتخبنا أن لا يلاقي منتخبها أبداً·
ü لو افترضنا أن أحداً لا يحب أن يسوق سيارته بنفسه ولا يريد أن يستخرج رخصة سوق، لأنه لن يستعملها، ويريد أن يسوق به سائق خاص لأي سبب من الأسباب، فهل يستطيع أن يرخص سيارته الخصوصية؟ نحن نتكلم عن حالة عامة، لا نفرق بين مواطن أو مقيم، هل تصدر الجهات الرسمية أمر الترخيص دون تدخل من واسطة أو معرفة ضابط أو غيرها من الأمور التي تحل المشكلة؟ سؤال نطرحه لفئة قليلة لديها مشكلاتها مع القيادة بنفسها أو لظروف خاصة بها، وهو سؤال طرحه عليّ أحد الأخوة المقيمين وغير القادرين على السواقة، لكنه قادر أن يوفر سائقاً خاصاً له، يعينه على تنقلاته الكثيرة، لكن الجهات الرسمية تطلب منه دائماً رخصة السوق ليقوم بتسجيل سيارته الخاصة أو يظل ينتقل بأوراقه من شخص لآخر حتى يتم التسجيل المؤقت، وهي اجتهادات شخصية وليست إجراءات عامة يعرفها الجميع، بدليل أنها تتغير من شخص إلى آخر ومن سنة إلى أخرى·