مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة 15 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة، امتداد لالتزام ثابت ونهج راسخ قامت عليه إمارات الخير والمحبة منذ تأسيسها، رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون عوناً للشقيق وسنداً للصديق في مختلف الظروف والمواقف. وتعزز وأينع هذا النهج الطيب المبارك في العهد الميمون لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتصبح الإمارات الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية الخارجية، وهي تخصص أكثر من واحد بالمائة من دخلها القومي الإجمالي سنوياً كمساعدات خارجية. مبادرة استضافة هذا العدد من اللاجئين السوريين التي أعلنت عنها الإمارات خلال مشاركتها في القمة العالمية للاجئين التي عقدت في الولايات المتحدة مؤخراً، وترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما، هي استمرار لجهود إنسانية رفيعة قامت بها الدولة ومن خلال مؤسساتها وهيئاتها الإنسانية والخيرية الرسمية منذ تفجر الصراع في هذا البلد الشقيق. وكما ذكرت معالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، فقد قدمت الإمارات خلال السنوات الماضية أكثر من 750 مليون دولار كمساعدات للاجئين والنازحين السوريين في دول الجوار السوري، وبالذات في الأردن وشمال العراق ولبنان واليونان. ويعد معسكر مريجيب الفهود الذي أنشأته الإمارات في الأردن أنموذجاً لمستوى الرعاية المتكاملة التي توفرها لهم. وقبل اندلاع الصراع، كان هناك نحو 115 ألف سوري يعيشون ويعملون في الإمارات، واستقبلت معهم أزيد من 123 ألف سوري ينعمون كغيرهم من المقيمين بالاحترام وفرص العمل في بيئة من الأمن والأمان وحسن التعايش والتسامح تمثل أنموذجاً لبناء الأوطان، وصنع جسور التعايش والاندماج. على الصعيد السياسي، نهضت الإمارات بمسؤولياتها وهي تعمل عبر كل منبر ومحفل، وبالتعاون مع المجتمع الدولي والمجموعات الدولية المختصة، من أجل وقف شلالات الدم المستمرة على أرض الشام، وتغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية لإنهاء الحرب العبثية والصراع الدامي والمدمر الذي زاد من تفاقمه تدخل قوى إقليمية، وفي مقدمتها إيران، ما وفر كذلك بيئة خصبة لتناسل الجماعات الإرهابية المتعطشة للدم وإزهاق أرواح الأبرياء باسم الإسلام. لقد كانت هذه المشاركة الإماراتية المتميزة والإسهام الإماراتي في قمة اللاجئين، فرصة تستصرخ الضمير الإنساني والمجتمع الدولي لوضع نهاية لأحداث دامية مؤلمة، تولد المزيد من الكراهية والتطرف والموت العبثي.