يتهم الكثيرون نجوم القارة الافريقية المتألقين في ملاعب أوروبا بأنهم لا يظهرون مع منتخبات بلادهم بنفس المستوى الذي يقدمونه مع أنديتهم الأوروبية، وأنهم يخشون على أقوامهم من الإصابة في بطولتهم القارية حتى لا تتضرر مصالحهم الأوروبية·
وكلمة حق فإن الجولة الأولى من بطولة افريقيا مصر 2006 أثبتت أن هؤلاء اللاعبين حريصون هذه المرة على الرد بقوة على هذا الاتهام وأن مصلحة الوطن لديهم تفوق أي مصالح أخرى بدليل أنهم لعبوا دوراً حيوياً في حسم المباريات لصالح منتخبهم بداية من مباراة الافتتاح التي كان فيها أحمد حسام ميدو نجمها الأول، لا بالهدف الأول الذي سجله بل بالحماس الشديد الذي انعكس على بقية زملائه وحتى على الجماهير في المدرجات، وفي المباراة الثانية تحامل دروجبا نجم تشيلسي على نفسه وقاد فريقه برغم اصابته وسجل الهدف الوحيد في المباراة وخرج، وفي المباراة الثالثة كان الكاميروني صاموئيل ايتو كعادته في قمة مستواه وسجل أول هاتريك بالبطولة، وكلها أهداف على كل شكل ولون بالرأس والقدم من فاول ومن قدم بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليؤكد بعد المباراة أن فوز فريقه باللقب من شأنه أن يعوض اخفاق 2004 عندما خرج من الدور الثاني لبطولة افريقيا بتونس، واخفاق 2005 عندما خسر بطاقة التأهل للمونديال في آخر ثانية، وأن الفوز بالبطولات ــ لو تحقق ــ سيكون أهم ألف مرة من فوزه بلقب الهداف، لأنه شبع ألقاباً، بينما منتخب بلاده يجب ألا يشبع من البطولات!·
وأتصور أن بطولة 2006 محظوظة بتلك الروح لدى نجوم افريقيا الذين باتوا من بين أبرز نجوم الكرة في العالم، لأن ذلك من شأنه أن يثري البطولة ويجسد مكانتها كثالث أهم وأقوى بطولة على مستوى العالم، بعد المونديال وبطولة أمم أوروبا·
يبدو أن القوى التقليدية لن تسمح للموندياليين الجدد بأن يحققوا المفاجأة في بطولة افريقيا، حيث التهم أسود الكاميرون غزلان أنجولا بثلاثية ايتو، وأجهز الكونغوليون على توجو بهدفين رائعين، ليقضي الموندياليون الجدد ليلة حزينة بعد صدمة البداية، وستكون المواجهة المباشرة بين أنجولا وتوجو في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية بمثابة لقاء مونديالي بنكهة افريقية والخاسر منهما سيودع البطولة ليتفرغ للاستعداد لمونديال ·2006
ما قدمه أسود الكاميرون في مباراتهما الأولى مع أنجولا يؤكد أن الأسود عندما تزأر فلابد من أن يخاف الآخرون، لقد كانت خبرة ايتو وجيرمي وسونج كفيلة بإجهاض المفاجأة الأنجولية بعد هدف التعادل الذي أحرزه فلافيو من ركلة جزاء، وعندما يكون بين تشكيلتك لاعب بحجم ايتو فلا تخش من تقلبات المباراة!·
منتخب تونس حامل اللقب قدم أفضل أداء بين المنتخبات العربية الأربعة فقد كان أفضل من زامبيا من جميع الوجوه، وبدا واضحاً أن المنتخب المونديالي عقد العزم على أن تكون له كلمة مسموعة في المونديال الافريقي بعيداً عن احباطات صغار الموندياليين·