سألنا شيخنا العلامة، اللبيب الفهامة عن معنى الطفس، وما جاء في معاني الطفاسة، فقال شيخنا النحرير، أثابه الله: اعلم يا بني أن الطفاسة في أولها لا تعد من المعاني، وما يحمله الرجال من صفات وشيم، وهي على وزن النجاسة إن لم تبزّها، وهي في معانيها أيضاً نوع من الوذافة، والوذف هو الذي يشتهي كل شيء، ولا يعاف شيئاً من مطعم ومشرب ومأكل، وكما أن الطفس تحدثه نفسه بالطفاسة، كذا الوذف تحدثه نفسه بالوذافة، والطفس بمعنها الجلي، القذر أو ما اتسخ من الأشياء، ومن الأشخاص من كان بذيء اللسان، لا يتحدث إلا من المحزم أو النطاق ودونه، وهو من يأتي الأمور المشينة، فنقول: طفس الثوب قذر، واتسخ، طَفِسَ َ طَفَسًا، وطَفَاسَةً، فهو طفِسٌ، وطَفِسَ، أي قَذِرَ واتَّسَخَ على نحو ما يصيب الأشياء أو ما يلحق بالأفراد، وفي عاميتنا يتقارب المعنى، حتى لنكاد أن نميز بين الرديء والطفس، فالأول ذو طبع سيئ، والثاني ذو قول رديء، وفعل فاحش، ويرمز له بالماصخ أو التهم أحياناً، وأصلها فصيح من ماسخ الماء، كدره، أو من تهم الأكل، دون ملح، والرجل غير المملوح عندنا، هو الرجل الناقص أو ينقصه من أمور الرجولة شيء، والطفاسة في مجملها غير مستحبة سواء عند الرجال أو النساء، وفي العادة لا يأتيها إلا أرذل الناس، قولاً أو فعلاً، كما يتميز الطفس بحركات بذيئة مكشوفة عادة من قبل الآخرين، لذا عادة ما يسبقون صفته بكلمة فقدتك، وهي تعني الفقد والبعد، وإن جاء بفعل الطفاسة عادة ما تحثو النساء في وجهه التراب، أما الرجال فلا يتنزلون لصغائره، لذا يستعملون معه أبسط أسلحتهم كالعصاء أو الخزام، فهو لا يستحق رفع الخنجر، ولا استعمال رصاص المحزم المخزّن للنائبات وقادمات الأيام، أما ما يخص طفاسة الأطفال، فحري بالأهل أن يقوموها، وهم في غض الصبا، وفي فترة الإدراك، لأن من شبّ على شيء، شاب عليه، غير أن بعض الطفاسة مستحبة في المزاح والمنادمة والمسامرة بين الأصدقاء من باب الترويح عن النفس، والتندر، والمزاح المستباح، غير أنها لا تبرح المجالس، ولا تتعدى نطاق ضحك الأصدقاء، ومنها أيضاً طَفَسَ الجَارِيَةَ يَطْفِسُها بالكَسْر، جَامَعَها، ويقال: ما زال فلانٌ في طَفْسٍ ورَفْسٍ أَي نِكَاح، والطَّفْسُ والطَّفْشُ: النِّكاح، والطَّفَسُ - بالتحريك- والطَّفاسَة: قَذَرُ الإنسان إذا لم يتعهّد نَفْسَه بالنظافة، يقال: إنّه لَطَفِس. قال الأزهري: أُراهُ يَتْبَعُ النَّجِسَ فيقال: فلان نَجِسٌ طَفِسٌ أي قَذِر، وكذلك التَّطْفيس، قال رؤبة: ومُذْهَباً عِشْنا به حُرُوْسا لا يَعْتَري من طَبَعٍ تَطْفِيْسا أي: لا يَعْتَري شَبابي تَطْفِيْسٌ، واختتم شيخنا أدامه الله، وأجزل ثوابه: ليس الطفس من قال كان أبي ولكن الطفس من قال ها آنذا! amood8@yahoo.com