يقال إن بعض النهايات قد تكون بدايات جديدة، وهذا ما أراه في نهاية مشوار منتخبنا للناشئين في كأس آسيا المقامة حالياً في الهند، حيث ودع من دور الثمانية بعد الخسارة أمام اليابان، وتبخر حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين، انتهى المشوار وتبدد الحلم ولكنها ليست نهاية، بل هي بداية لهذا الجيل الذي قدم مستويات جيدة، وكان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب بعيداً لولا بعض التفاصيل الصغيرة. كرة القدم تلعب على جزئيات دقيقة، وعلى سبيل المثال لو لم يسجل المنتخب الإيراني هدفه الثالث في الوقت الضائع لمباراته أمام الهند، أو نجح لاعبونا في تسجيل هدف رابع في مرمى السعودية من جملة الفرص التي أتيحت خلال تلك المباراة، لتغيرت الظروف، ولتصدر منتخبنا ولقابلنا منتخب فيتنام الذي خسر أمام إيران بخماسية نظيفة، ولربما كنا اليوم نحتفل بالتأهل إلى كأس العالم للناشئين. لا ننكر أن الرهان على هذا المنتخب قبل البطولة كان شبه معدوم، ولا ننسى أنه تأهل إليها من التصفيات بشق الأنفس ضمن أفضل 4 فرق في المركز الثاني، وكان قد خسر أمام السعودية بنتيجة 2/‏6، وفي فبراير الماضي تم تغيير الجهاز الفني، وكان التغيير إيجابياً، حيث تغير حال الفريق وتمكن من إقصاء السعودية في دور المجموعات، وتغلب على الهند وتعادل مع إيران، وفي دور الثمانية كانت المواجهة صعبة أمام اليابان التي سجلت في التصفيات 24 هدفاً، وفي النهائيات 21 هدفاً، ولم تهتز شباكها مطلقاً. لا ينبغي أن يكون الخروج من دور الثمانية وعدم التأهل إلى كأس العالم عاملاً محبطاً لهذا الجيل، بل يجب أن نشد على أيديهم ونشيد بالعطاء الذي قدموه، ولن تكون نتائج بطولات المراحل السنية مقياساً، ويكفي أن نتذكر الجيل الذي وصل إلى كأس العالم للناشئين في نيجيريا عام 2009، ولم يصل من ذلك الجيل إلى مرحلة النجومية سوى لاعبين فقط، وهما ماجد حسن لاعب الأهلي، وأحمد شمبيه حارس مرمى النصر. والآن الكرة في ملعب اتحاد الكرة من أجل إعداد خطة عمل لضمان استمرارية هذا الفريق كمجموعة والمحافظة على استقراره، وتطعيمه بأسماء قد تبرز مستقبلاً، لذا لا بد أن يتواصل الإعداد، ويستمر التخطيط من أجل الوصول إلى الأهداف البعيدة، وإذا انتهى مشوار فقد بدأت مشاوير، أليست بعض النهايات هي بدايات جديدة.