الحرس الثوري الإيراقي جيش إيراني موازٍ في العراق، إلى جانب الجيش العراقي، ما يوضح أن إيران تريد أن يصبح هذا الجيش المبتكر «حزب الله» بالعملة العراقية، مدعوماً فنياً ولوجستياً، وقيادياً من طهران، وبأجساد العراقيين الذين سيصبحون رأس الحربة الإيرانية، لأي تطورات دراماتيكية في العراق. إيران المتهالكة داخلياً تريد أن تبعث برسالة للعالم وللمحيطين بها وحولها، أنها دولة عالمية تستطيع أن تصل إلى كل مكان بانتهاج أسلوب الفيالق، والثغور، والثبور، والجسور، والنحور، وما تحدثه في العراق، كما أحدثته في لبنان، هو الصورة النمطية لهذه الدولة التي ما كفت يوماً، وما جف بحر عدائها للعرب منذ فجر التاريخ، مروراً بالدولة الصفوية التي اتخذت من إيران منطلقاً لضرب أسفين العداء للعرب، وإثارة الأزمات، وإشعال الحروب الطائفية لإشفاء غليل من به مرض، ومن له غرض ومن اكتظ وارتض بمشاعر الحزن التاريخي الموروث عن ادعاءات وافتراءات، وأوهام، وأسقام، وأدغام.. ويأتي الجيش الإيراقي، المستنسخ من الحرس الثوري الإيراني، ليؤكد بوضوح، أن إيران لها القدرة الفائقة في سرقة كل شيء، كما لديها القوة الخارقة في تزييف كل شيء، ولا يسرق ولا يزيف إلا الضعيف، والخائف، وقادة إيران يعلمون علم اليقين أنهم لو تخلوا عن شعاراتهم الخارجية، وسكنت ضمائرهم عن الضغائن ضد الآخر، لاشتعلت النيران في قلب إيران، ولثار الشعب المغبون المطحون فقراً وأمية وفوارق طبقية ومزقاً عرقية. إيران تعاني، ولكن قادتها لم تسعفهم القريحة، فذهبوا عن غفلة من عقل إلى ترقيع واقعهم ببذر الفتن في الخارج، والتباكي على أوهام لا وجود لها إلا في عقول أصحابها. الشعب الإيراني ذكي وواعٍ لما يجري في بلاده، وما يلفقه قادته، ومن تحت الرماد سيخرج الحجر الذي سوف يحرق أكباد الذين رملوا وثكلوا ويتموا الملايين من البشر، في العراق وسورياً ولبنان، وغيرها من البلدان، وما بني على باطل فهو باطل، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين، وكما تدين تدان، والديان لا يموت. وذاكرة التاريخ لا تنسى ولا يغيب عن صفحاتها هذه المجازر التي تتم بإيعاز من قادة إيران، وبأدوات تابعة ورخيصة ودنيئة فقدت الحس الوطني، وغاب عنها الوعي الإنساني، وأصبح الدين لديها مثل عملة تالفة تراهن عليه وتتاجر به وتبهر به، لعلها تستطيع أن تحقق أهدافاً مغرضة وأنانية على حساب الأوطان. الجيش الإيراقي، ذيل إيران، تستطيع أن تهزه إيران متى شاءت وكيف شاءت لأجل إبقاء جمرتها الحاقدة وقَّادة مشتعلة، ولتظل المنطقة العربية رهن هذه الشرارات.. ولكن نقول وبكل ثقة، لن يصح إلا الصحيح، وحبل الكذب قصير، مهما امتد مداه، والدماء التي أزهقت ظلماً وعدوانياً ستصبح جحيماً في صدور الظالمين.