باراك حسين أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الجديد·· وجه جديد لمرحلة جديدة، أم وجه جديد لمرحلة قديمة، أم ماذا؟ العالم أجمع يتطلع إلى الوجه الجديد وإلى مرحلة تقدم للناس أجمعين وجه أميركا الديمقراطية وقوة أميركا التي تحمي الضعفاء، وتعين الفقراء، وتزيح عن كاهل الأرض ثقل الدماء التي سفكت وآثام الأرواح التي أزهقت وأوزار الحقوق التي سرقت، وآثار الدمار التي عانى منها القاصي والداني· أوباما يعرف معنى الفقر جيداً لأنه خرج من قرية فقيرة، ومن نسل أسرة عانت ما عانت، ومن قارة أهلكها الظمأ وسوأ حالها الأسى، وكدر مآلها الهم والسقم والمرض والجهل· لذلك، مهما يكن من أمر السياسة ودواليبها وأساليبها ومخالبها، لابد وأن ينتظر العالم من أوباما ما يجعله جزءاً من النسيج الذي جاءت منه قطفة العمر وقطرة الميلاد لأب خرج من ثقب الظلام الحالك الى رحابة النور والهوى والأمنيات· ومن بركة الأصل والفصل والنسل، ينتظر العالم ما ستسفر عنه قريحة هذا الرجل الذي سيدخل البيت الأبيض، وهذا البيت فيه ما فيه من ملفات عالقة، وقضايا مرهقة، وإرث تنوء منه الجبال، وتهتز الأرض، لكن الأمل موجود وأمنيات البشرية لم تنكسر منذ الخليقة، في مجيء البياض ليغسل الدم ويرفع الهم ويقشع الضيم ويزيح السقم، لينعم الكون بما تجود به الأرض من خير وفير، لا تبذره أيد خفية، ولا تهدره عقول ولا روية· فاليوم، يقف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي على قدم واحدة في انتظار الشعلة التي ستضع العالم على الحق، وتكشف الحقيقة· اليوم، الجميع يقول لرئيس أعظم دولة في العالم ''بركاتك يابوحسين''، ويقول بادر، وثابر، وجاور الحقيقة، فكم من قادة حكموا واستحكموا ولكن التاريخ لا يجل ولا يحفظ إلا العظماء منهم، الذين يضعون الإنسانية في قلوبهم، ولا حيرهم القرار في اتخاذ ما يحفظ الود بينهم والناس أجمعين· اليوم، الدنيا كلها من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها تطلب البركة والحركة باتجاه مستطيل لا تضيعه المغامرة ولا المكابرة، ونحو غايات لا تحبطها نوايا ورزايا ومنايا، وصوب آمال صغار يحلمون بكبار عقلاء نجباء أوفياء، وليسوا بخلاء على الإنسانية في سن قوانين لا تكيل إلا بالحق ولا تميل إلا للحقيقة· اليوم تنتظر شعوب العالم في فلسطين والعراق وغيرهما من مناطق تعيش على صفيح ملتهب من رئيس أميركا، الدولة الأكبر والأجدر والأقدر إن أرادت أن تحقق الأمن والأمان، بأن يقول للمغرضين والمتوحشين: كفى·· كفى، فيجب أن نعيش سوياً على أرض واحدة وتحت سماء واحدة بحب وأمن وأمان واستقرار وطمأنينة·· تستطيع يابوحسين أن تفعل ذلك لو أردت·