هكذا ينقسم الناس بشأن الإعانة الاجتماعية التي يحصل عليها بعض المستحقين من ذوي الظروف الاجتماعية الصعبة أو ممن لا يجدون من يعيلهم على مصائب الأيام وغلبة الحياة، عجائزنا أسموها منذ أول يوم عرفنها بـ الشونه وهكذا درجت، ومنذ شهر ديسمبر وقضية حجب المساعدة عن بعض الفئات تتفاقم، والمسؤولون يقولون للناس لا علم لدينا ولا نية لمثل هذا الحجب والوزارة تدرس الحالات، حالة، حالة لكيلا يظلم أحد، فهناك الأرملة والعجوز والمقعد والمتزوجة من أجنبي والمطلقة والعاطلة عن العمل، وإذا بالإعانة كلها على بعضها مع الحشرة والخلاف الناشب والمظاهرة النسائية، وطرق أبواب لجنة حقوق الإنسان، والتحدث إلى الصحافة العالمية التي تتصدر أحياناً صفحاتها أخبار عن ارتفاع دخل الفرد في الإمارات، فلا يعرف الإنسان البسيط الذي لا يزيد دخله عن ألف وخمسمائة، كيف زاد دخل الفرد في الإمارات هذا العام، المهم كل هذه الربشة تدور في حيز ألف درهم أو ألف وخمسمائة درهم، هي مجمل الإعانة الشهرية!! والسؤال ماذا يكفي هذا المبلغ ليظل الإنسان يتنفس في الحياة؟!
إن ربط صرف الإعانة الاجتماعية بعدم وجود معيل أو يكون راتبه أقل من ضعف الإعانة، فهو أمر في غاية الضرر لجميع الأطراف، فلا يعقل أن لا يستلم أصغر موظف أو حتى في قطاع خاص أقل من ألفي درهم وهي ضعف الإعانة، فلا تجد الوزارة بداً من وقف صرف الإهانة الـ 1000 درهم لتلك المطلقة أو المواطنة المتزوجة من أجنبي والتي يرقد تحتها 9 أولاد بعضهم في الثانوية وبعضهن توقفن عن دخول الجامعة لقلة ذات اليد·
إن الصرف على الإعانات الاجتماعية يمكن أن يبقى ويتحسن وتزيد مبالغ الصرف إذا عرفنا كيف نستثمر بعض الوقف ولا نجعله منحصراً في بناء المساجد فقط ونصحح مفهوم الصدقة الجارية ونستغل الأراضي والأملاك التي يجب أن تمنحها الحكومة لصالح فئة المحتاجين والمضطرين في صندوق خاص بهم، وندعم صندوق الزكاة بوعي اجتماعي وديني ووطني، وبذلك لا نحمل الحكومة تخصيص مبالغ سنوية، فمفهوم الريع حتى الآن غير مستغل ولا معروف ولا مطبق بصورته المثلى·
ليس هناك قانون إلا وتوجد فيه ثغرات، ويوجد له مستغلون، وهذا معروف حتى في أوروبا، لكنها حالات شاذة سرعان ما تنكشف، وتصحح أوضاعها، لكن الغالبية هم من ذوي الاحتياجات الحقيقية والصادقة، وإلا ما الذي يجعل تلك النسوة ينزعن برقع الحياء الأنثوي، ويقطعن الأميال ويتظاهرن، صارخات مطالبات ومترجيات بقاء صرف تلك الإعانة لولا أن مبلغ الإهانة يشكل سفراً وبريقاً ولو ضئيلاً في نفق الحياة المظلم··