زادت فوضى إمبراطورية نواطير البنايات من أزمة الايجارات خاصة لمحدودي الدخل من صغار الموظفين الذين تحدد لهم دوائرهم وهيئاتهم الاتحادية مخصصاً للسكن يقل عن القيمة السوقية بحوالي 20 ألف درهم تقريباً، حيث فرض هؤلاء النواطير سطوتهم على السوق بصورة خفية لم يعد تنفع معها تصريحات بعض المسؤولين عن تأجير العقارات من أن الكمبيوتر هو الذي يتحكم في السوق وأنك تذهب إلى الجهة المعنية بالتأجير وتجلس في ردهة مكيفة ثم خلال دقائق يأتيك موظف، متخصص في الايجارات ويقول لك: شبيك لبيك نحن في خدمتك، ماذا تريد غرفة وصالة أم غرفتين وصالة أم ثلاث غرف وصالة وبعد أن يأخذ منك المطلوب يضرب بأصبعه على مفاتيح الكمبيوتر السحري ثم تخرج لك على الشاشة البيانات وتجد الشقق على رأي اخواننا المصريين على قفا مين يشيل بس مطلوب منك الموافقة فقط وبعد ذلك يقوم الكمبيوتر بتحرير عقد الايجار لك·
وحسب مسؤولي الايجارات في عدد من الجهات في الدولة فإن المرحلة المقبلة من انجازاتهم ستجعل الكمبيوتر يزود لك الشقة بالأثاث، كما أن الكمبيوتر هو الذي سيبحث عنك بعد ذلك وليس أنت الذي ستبحث عن الشقة، كلام وتصريحات كثيرة نسمعها من هؤلاء لا علاقة لها بالواقع المر الذي يحياه موظفون وموظفات يعملون في دوائر محلية واتحادية ولا يجدون شاغرا للسكن، وإذا وجدوا هذا الشاغر فإنهم يواجهون عقبة أخرى هي عدم وجود المخصص المالي المناسب حيث لا يزال هذا المخصص عند مبلغ 55 ألف درهم وهو ما يضع كثيراً من الموظفين في موقع الاستجداء وطرق أبواب الملاك لتخفيض السعر المقرر للإيجار السنوي·
أزمة السكن الحكومي للعاملين في بعض الدوائر والهيئات الاتحادية لا تزال تراوح مكانها وهي من الأزمات التي يتحرج البعض من الحديث عنها، ولكن يبدو أنها إلى تفاقم ولذلك فإن دراسة أسبابها والعوامل المؤثرة فيها من قبل جهات حكومية معينة بات ضرورة حتى يتحقق الاستقرار للموظف الحكومي وأسرته، وإذا لم يحدث ذلك سنظل أمام صور من تلك العينة التي يقوم فيها مالك بناية بقطع الكهرباء والماء عن المستأجرين الحكوميين حتى ترفع المالية المخصص المالي لهذه الشقق السكنية·
في ظل ندرة الشقق السكنية التي تلبي حاجة محدودي الدخل لماذا لا نفكر في انشاء مدن أو تجمعات سكنية بمواصفات معينة تخدم هؤلاء وتراعي ظروفهم وفقاً للقيمة الايجارية لهؤلاء التي تحددها الدولة والتي تتحمل في النهاية كل ارتفاع سعري في القيمة الايجارية وتدفع من خزانتها لسد جشع امبراطورية نواطير البنايات سواء من العرب أو الآسيويين وكذلك جشع المكاتب العقارية التي جعلت من السمسرة دجاجة تبيض ذهباً، وعليه العوض·