كانت الساعة الخامسة من فجر يوم أمس الاول عندما تواجدت أمام بوابة نادي ضباط شرطة أبوظبي، الذي يضم مكتباً لهيئة الامارات للهوية· اعتقدت أنني أول الحاضرين، خاصة أنني اعتبرت نفسي متأخراً في اليوم الذي سبقه بعد حضوري في الخامسة وخمسين دقيقة· كان يوجد خليط من الأشخاص اختاروا أن ينظموا انفسهم بكتابة أسماء المتواجدين، بحسب أولوية الحضور، وبعد ذلك توجه البعض لأداء صلاة الفجر في مسجد مجاور، بينما اختار آخرون المرابطة امام البوابة، والشرطي يذكرهم بأنه لن يسمح لهم بالدخول قبل السابعة والنصف موعد وصول موظفي الهيئة· وعندما حانت اللحظة جرى مشهد غير حضاري على الإطلاق، وكأن القوم في ماراثون، إذ انطلق كل منهم كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، بأقصى سرعة ليكونوا امام ''كاونتر'' توزيع الأرقام، وهناك جرى هرج ومرج، وتعالت الصرخات والاحتجاجات وكل يرى أنه كان أول الحضور· إحدى الموظفات كانت تصرخ في وجه الجميع لالتزام الهدوء، وتعدهم باختيار القائمة التي أعدها أصحاب'' الفجر''، ومع هذا كان القوم يدفعون الطاولة حتى كاد يختنق من كانوا في المقدمة من الضغط وشدة الزحام· وجاء زميل لها ورمى بقائمة أهل ''الفجر'' وأعد أخرى لأشخاص قال إنهم ''كانوا متواجدين بالأمس، ولم يستكملوا اجراءات التسجيل''· وأعلن أن المركز لن يستقبل اكثر من 30 مراجعاً· وبعد اختيار ''المحظوظين'' ارتفعت أصواتنا ''غير المحظوظين''، ومن بيننا أسر مواطنة وأخرى مقيمة مع صغارهم الذين تأخروا عن دوامهم المدرسي· كان من بين الحضور أوروبيون قال بعضهم إنهم جاؤوا مع الغبش بعد أن أعيتهم الحيل مع الموقع الالكتروني للهيئة، الذي يبدو انه لا يفتح إلا في ''ساعات الاستجابة''· أحد هؤلاء الغربيين حاول أن يخلد بكاميرا هاتفه النقال ''مشاهد الفوضى واختلاط الحابل بالنابل في المكان'' فنال زجرة أنسته الرغبة في المحاولة· من نفس المكان اتصلت بمسؤول في الهيئة لأنقل له المشهد غير الحضاري الذي يكاد يكون يومياً هناك، وحتى في المقر الرئيسي لها· حمل الرجل الجمهور المسؤولية نتيجة ما اعتبره ''تقاعساً'' بسبب انتظاره حتى اللحظة الاخيرة للتسجيل في المشروع الوطني المهم للغاية· كما أكد المسؤول رفض الهيئة لأي تصرف غير حضاري قد يبدر من أحد موظفيها في التعامل مع الجمهور· وأكد أن الهيئة طورت من سعة الاستيعاب لموقعها الالكتروني وطريقة تنزيل استمارات التسجيل، من أجل راحة الجمهور· ورغم أن كل المؤشرات تتجه الى تمديد فترة التسجيل إلا أن مسؤولي الهيئة يرفضون الاشارة الى ذلك تصريحاً أو تلميحاً، لقناعتهم ومن واقع تجربتهم بأن الشرائح المستهدفة ستمارس هوايتها في ''التقاعس''· خاصة أن الهيئة سجلت خلال عامين من انطلاق المشروع نحو 600 الف شخص من أصل اكثر من خمسة ملايين نسمة مطلوب الانتهاء من تسجيلهم بنهاية ،2010 وهل يعقل أن مدينة بحجم أبوظبي لا يوجد فيها غير ثلاثة مراكز الواحد منها لا يستقبل اكثر من 30 مراجعاً؟