شتان ما بين دموع الحزن والفرح، فلا شيء يجمع بينهما سوى كلمة دموع، وفي دور الـ16 من كأس صاحب السمو رئيس الدولة شاهدنا الكثير من الدموع، وتحديداً بعد مباراتي حتا والفجيرة والنصر مع دبا الفجيرة، فالأولى كانت دموع فرح هستيرية من أسطورة القرن العشرين الأرجنتيني مارادونا مدرب الفجيرة، الذي تمكن من الفوز على أحد أندية دوري الخليج العربي، وعلى المدرب السوري نزار محروس وبعشرة لاعبين بعد طرد أحمد رشيد في الدقيقة 54. كل شيء كان يلعب ضد مارادونا في هذه المباراة التي وعد بأنه سيفوز بها ورغم تأخره بهدف، فإنه تقدم بعدها بهدفين ثم جاءته الصدمة في الدقيقة الـ 90 بهدف التعادل لحتا، وهي ضربة كفيلة بإحباط معنويات الفرق الكبيرة، ولكن الفجيرة تمكن من الصمود والقتال حتى أذهل الجميع بهدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع الثاني، فكانت رقصة مارادونا ودموعه هي الأكثر انتشاراً على «السوشيال ميديا» ليس داخل الدولة، بل حتى خارجها في مشهد لا يمكن أن ينساه كل من شاهده. بالمقابل، دخل النصر مباراة دبا الفجيرة وهو خارج من هزيمة في الدوري أمام الشارقة، جعلت مدربه الإيطالي تشيزاري براندللي يعتذر للجماهير ويتفهم (غضبها)، ويتحجج بغياب النجوم الذين عادوا أمام دبا وعلى رأسهم البرازيلي فاندرلي الذي باتت ضربة جزاؤه سابقة في عالم كرة القدم الإماراتية، بعدما ألغاها الحكم بسبب الحركات الممنوعة، التي نصت عليها التعديلات الأخيرة في قانون كرة القدم، فساهمت كل الظروف في خروج النصر حامل اللقب أربع مرات من البطولة مبكراً، وسط دموع عشاقه ومن بينهم صديقي عبدالرحمن محمد الذي يحلل في قنوات دبي الرياضية حين رصدته الكاميرات تحت الهواء، وهو يمسح دموع الحسرة والألم والمرارة. نعم النصر ليس النصر الذي نعرفه رغم أنه يمتلك إدارة عريقة في أسمائها وكريمة في صرفها ومدرباً عالمياً ونجوماً لا يقلون شأناً عن نجوم بقية الأندية، ولكنه يقبع في المركز الرابع في الدوري بـ17 نقطة بفارق 11 عن العين المتصدر وتسع عن الوصيف الوحدة، وثمانٍ عن الثالث الوصل وبرصيد الجزيرة نفسه. الفارق بين النصر وبين الثلاثة الذين يسبقونه في الدوري أنهم جميعاً تأهلوا لربع نهائي كأس سمو رئيس الدولة، بينما خرج هو وسط تساؤلات محبيه عن حقيقة ما يحدث لهذا الفريق.