افتتحت شركة المبادلة للتنمية (مبادلة) أمس الأول فرعاً ثالثاً لمركز «أمبريال كوليدج لندن للسكري»، وقد كنت هناك بالأمس في الفرع الكائن في محيط مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي، والذي أقيم وفق أرقى وأعلى معايير المتابعة الطبية لهذه الفئة من المرضى، وكذلك المتابعة الوقائية الدورية لغيرهم. وبالقدر الذي يشعر به المرء بسعادة في مناسبة كهذه، يخالجه شعور بالقلق، السعادة وهو يتابع تمدد مراكز الرعاية الطبية والصحية لتشمل مختلف مناطق البلاد بفضل الدعم والاهتمام الكبير من لدن القيادة الحكيمة بالإنسان وكل ما يتعلق بصحته ورفاهيته ورخائه. أما القلق، فناجم عن تزايد أعداد المصابين بالسكري وتفشي السمنة المفرطة، والدليل افتتاح هذا الفرع الثالث الذي لا يبعد أكثر من كيلومترين من المركز الرئيس على شارع الخليج العربي. وأنت تشاهد عشرات المراجعين من مختلف الأعمار، الفرد منهم يغادر مع أكياس مكتظة بالأدوية والعقاقير والأجهزة والإبر. الحق يقال إن المركز بفروعه قمة في الكفاءة والنظام والسرعة في الأداء على الرغم من الأعداد المتزايدة من المراجعين، وهذه سانحة للإشادة بالطاقم التمريضي الذي يستقبلك بأداء رفيع وابتسامة عريضة وعبارات الترحيب والتطمينات بوجه بشوش على غير عادة الكثير من ممرضينا العرب الذين يقابلون مراجعيهم بتكشيرة ونظرات حانقة كأنما بينهم ثأر قديم، وحتى عندما يبلغون مرضاهم بتفاصيل لا ينبغي غيرهم معرفتها يقولونها وكأنما في بث مباشر على قناة فضائية. إن القلق الذي يحمله افتتاح مركز جديد لمرضى السكري ينبغي أن تتعزز معه بصورة ملموسة الجهود التي تبذلها الدولة والجهات المعنية للسيطرة على المرض والتصدي له عن طريق تبني المزيد من المبادرات الخاصة بنشر الرياضة والتمارين البسيطة قبل بدء الدوام الرسمي والنشاط الحركي إجمالاً، إلى جانب فرض ضرائب عالية على مطاعم الوجبات السريعة التي تقدم ما يُعرف بـ «جنك فود» والمأكولات غير الصحية ذات السعرات الحرارية العالية والدهون الضارة بالصحة، وكذلك محال الحلويات والشوكولا التي انتشرت كالفطر في كل مكان، والاهتمام بما يقدم لصغارنا في المقاصف المدرسية. وبموازاة ذلك دعم المبادرات الخاصة بالجهات التي تقدم الأغذية الصحية بدلاً مما يجري في السوق من الراغبين في الحصول على غذاء صحي. المسألة باختصار بحاجة لجهود متكاملة للتصدي للسكري والبدانة، وما يترتب عليهما من علل قاتلة، وكذلك خسائر للإنسان وللوطن.