هل يستحق ماجد هذه الضجة، وهل يستحق هذا الهجوم الشرس الذي تعالت وتيرته منذ أن فعل ما فعل في النهائي الخليجي أمام المحرق البحريني، وكان سبباً رئيسياً في ضياع لقب بمتناول “الإمبراطور”؟ نعم يستحق.. أما لماذا؟، فلأنه استحق قبلاً أن نشيد به، ولأنه استحق قبلاً أن نهتف باسمه ونختاره حامياً لعرين المنتخب، يستحق الهجوم، كما استحق الثناء، ويستحق العقاب كما استحق الثواب في مرات كثيرة سابقة. ما حدث من ماجد ناصر حارس الوصل، كان «كبيراً»، والسبب أنه لاعب كبير، ولعل قيمته كحارس دولي، ولعل ما بدر منه من قبل مع كيكي، ومن قبل في مرات متفرقة، هو الذي جعل الخطأ هذه المرة، ربما قريباً من تلك الأخطاء التي لا تغتفر. خسارة الوصل ليست نهاية العالم، ولن تكون، ولكن أن تصاحب الخسارة، تلك الواقعة المرفوضة شكلاً وموضوعاً مع لاعب شقيق من بلد شقيق، فذلك قد جعل الخسارة خسارتين، والإطاحة بالفهود من قمة البطولة، جاءت بـ«نطحة ماجد» وتهور راشد عيسى وتخاذل لاعبي الفريق كافة، والذي أصابتهم أمس الأول بلادة كروية، وحالة «ضياع» لم يكن لها ما يبررها على الإطلاق. وحتى نكون منطقيين، ونواجه أنفسنا، علينا أن نقر أننا ساهمنا أيضاً في تمادي اللاعب، فقد بات ماجد هو «العنوان» للتدليل الفارغ وغض الطرف عن الخطأ، فنادي الوصل شارك حين لم يعاقب لاعبه كما يجب يوم فعل ما فعل مع كيكي، بل إنه استعان به في المباريات الخارجية، وكأن الأخلاق تجزأ، أو كأن للخطأ ميادين، فما يحدث في الشارع لا علاقة له بالبيت، وما يحدث في الدوري لا علاقة له بالبطولة الخليجية، فكانت النتيجة أن جر اللاعب معه خطأه من الدوري إلى كأس الخليج. واتحاد الكرة أخطأ، حين استدعى ماجد لحراسة مرمى المنتخب الأول في بطولة كأس العرب، قبل أن يعتذر عنها، متناسياً أن إحدى لجانه، هي التي أوقفت اللاعب، وأنه الجهة الأولى المنوط بها تقويم اللاعبين، وعدم غض الطرف عن أخطائهم، مهما كانت يسيرة، فما بالك واللاعب اعتدى على مدرب بالدوري، بل إن الاتحاد مطالب اليوم هو الآخر بأن يتخذ موقفاً من ماجد، فما حدث منه لم يضره وحده، وإنما نال من سمعة كرة الإمارات، مثلما حدث من قبل، يوم طلبت أسرة كيكي منه أن يعود إلى بلاده، لينجو بنفسه ممن يضربونه. اليوم، صار الوصل هو لجنة الانضباط، وهو المنوط به التعامل مع لاعبه، الذي جرحهم وجرحنا، فإذا كانت خسارة الوصل قد آلمتنا جميعاً، بعد أن انتظرنا معه تتويجاً بدا في الأفق، فإن ما صدر من ماجد، أثار حتى من لا يتابعون الكرة، وبتنا جميعاً في انتظار كلمة الوصل، الذي كان على مدار تاريخه قلعة للرياضة والأخلاق أيضاً. لسنا قساة على ماجد، فهذا ما جنت يداه، ولم نكن يوماً ضده، واخترناه هنا عام 2007 أفضل حارس للدوري في استفتاء الاتحاد، ومن حقنا وقد توجناه يوماً بلقب الأفضل، أن نقول له «أخطأت» وأن ننصحه بمراجعة نفسه، ليدرك أنه لم يعد ماجد الذي عرفناه. كلمة أخيرة: الأخلاق.. الشيء الوحيد الذي لا يقبل الخسارة mohamed.albade@admedia.ae