تسير الإمارات بعزم وثبات في طريق المريخ، ومن المتوقع أن يصل «مسبار الأمل» إلى الكوكب الأحمر بعد ثلاث سنوات، وهذا طموح يلخّص نهضة البلاد في نصف قرن، ذلك أن الحدث الذي يشهده العام 2021 سيكون متزامناً مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي الخمسين لاتحادها، ويمثل استثماراً في علوم المستقبل.
الإمارات تسير في «طريق المريخ» منذ 1971، وتمكنت بحنكة قيادتها وبُعد نظرها من اختصار مراحل كثيرة في بنيان الدولة، فالسعي لمكان في الفضاء، لم يكن منقطعاً عن سياقات تنموية ومعرفية رسّختها القيادة خلال مراحل التأسيس والبناء والتمكين، بحيث تكون محصلتها برنامجاً إماراتياً لارتياد الفضاء، والشراكة مع الدول الفضائية الكبرى، والمؤسسات العلمية المتقدمة في العالم.
لقد وعت الإمارات الدرس مبكّراً، وعرفت كيف تكتب قصتها الخاصة في كتاب التحدي. دشّن زايد الباني مشروع النهضة، وسخّر إمكانات الدولة وثروتها الطبيعية في خدمة الإنسان وتعليمه، ورفده بالكفاءات والمهارات، ودخلت الدولة في انفتاح متبادل مع العالم، فاكتسبت منه التجارب الناجحة، وشيّدت نموذجها على الأصالة والحداثة، فكانت هذه الدولة التي يتحدث العالم عن مكانتها، قبل أن تصل إلى نصف قرن من اتحادها.
«الطريق إلى المريخ»، يعني أن آلاف الطرق الصعبة والوعرة شقّها الإنسان الإماراتي، بالعزيمة والصبر والشجاعة التي اتسم بها أجدادنا، حينما كانوا يغوصون عميقاً بحثاً عن اللؤلؤ، فورثَ الأحفاد بلاداً للفرص، وكانت لهم قيادة تحرص على الإنسان، بصفته ثروة الوطن الحقيقية، وعماد تقدمه وازدهاره.
«المريخ» ليس غاية الطموح، ولكنه طريق نحو كل خطوة خطاها الإنسان في المعرفة البشرية، و«مَن سار على الدرب وصل».