ماذا نقول في: ? طبيب يحذر مرضاه من التدخين ومخاطره، وعلبة السجائر في جيبه، أو لا تغادر السيجارة فمه وهو يتكلم مع المريض، أو يدخن المدواخ أو «الغليون»، باعتباره ليس نوعاً من التدخين، أو «يشيّش» يدخن النارجيلة باعتبارها لا تضر بالصحة إنما هي مجرد نفث هواء! ? شخص يتحدث عن الأمانة، ويهدر جزءاً كبيراً من وقت عمله في الحديث على الهاتف بمكالمات خاصة وشخصية، وربما على نفقة جهة عمله، ويتشدق بأنه أول الواصلين إلى عمله في التوقيت وقبله وآخر الخارجين! ? شخص يتحدث عن النزاهة،ويسرف في استعمال كل شيء،في الورق والكهرباء والماء،في غير ضرورة، ما دام لا يدفع الفاتورة! ? تاجر يتحدث عن الرحمة والعطف ولا يوفر فرصة في سبيل استغلال الناس برفع الأسعار بلا رادع! ? معلم أو تربوي يتحدث عن طرق التربية الحديثة، وضرورة التربية على ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة، وربما له مؤلفات وموسوعات في طرق التربية الحديثة، وتكاد لا تغيب ابتساماته وضحكاته عن محياه مع زملاء العمل، أو الأصدقاء، وفي الوقت نفسه يكاد لا يرى أبناءه وزوجته أسنانه، فيدخل مقطب الحاجبين، تعلو جبهته سلاسل من العقد، ولا يلقي لهم بالاً، وإذا ما طلب منه ابن أن يشرح له درساً، أو أراد عرض مشكلة تعترضه، أو أرادت الزوجة السجينة بين الجدران أن تفاتحه بموضوع يتعلق بالبيت والأبناء ومشاكلهم، انتفض صارخاً غاضباً وربما ضارباً، متبرماً، رافضاً أي نقاش، لأنه متعب، فلا يوفر وسيلة للشتم والضرب! ? محاضر له جمهور عريض تغص بهم ندواته يتحدث عن حرية المرأة واحترامها كنصف المجتمع الذي لا يمكن الاستغناء عن جهوده، ولا يحترم زوجة أو ابنة، أو شقيقة في بيته، بل يعامل كل النساء على أن «كيدهن عظيم»، أو مجرد متاع! ? قاتل ملطخة أياديه بالدماء، ومجرم حرب، ويتحدث عن حقوق الإنسان والإنسانية! أولئك المنظّرون أشبه بدمى مضحكة، أو هم بائعو الكلام والأوهام!.. الشافعي: يا واعــظَ النــاس عمَّــا أنـــتَ فاعلــهُ يَا مَــنْ يُعَــدُّ عَلَيْــه العُمْــرُ بِالنَّفَــسِ احفــظ لشــيبكَ مــن عيــبٍ يدنســهُ إنَّ البيــاض قليـــلُ الحمــلِ للدنــسِ كحامـــلٍ لثيـــاب النَّـــاس يغســــلها وثوبـهُ غــارقٌ فـي الرّجــس والنَّجــسِ تَبْـغي النَّجَــاة َ وَلَــمْ تَســلكْ طَرِيقَتَهَــا إنَّ السّــفِينَة لا تجــرِي علـى اليَبَــسِ ركوبـكَ النَّعـشَ ينسـيك الرُّكـوب عـلى مَا كنـتَ تَرْكَـبُ مِـنْ بَغْـلٍ ومِنْ فَـرَسِ يـــومَ القيامـــــة ِلا مــــــالٌ ولا ولـــدٌ وضمَّـةُ القبـرِ تنســـي ليلـــة العُــرسِ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae