تنوء أكتافنا، ونحن الذين لا يشغلنا إلا القليل، بما تحمل من مهام ومسؤوليات محدودة، وكثيراً ما ننسى في خضم الحياة أعمالنا، ونؤجل ألف عمل من اليوم إلى الغد، وكثيرون ربما لا تعنيهم سوى أنفسهم، أو تلك الدائرة شديدة القرب منهم، وفي دول حولنا وبعيدة عنا، يخوض الناس تحديات جساما، فقط لإنجاز أشياء ربما تجاوزها العالم.. الأمر منوط حتماً بمن يقود، وبلداً جند الله لها قادة كقادتنا، هي - لا شك - محظوظة بهم.. ترفل في أثواب العزة والمجد أبداً. أمس، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتحويل الأولمبياد الخاص الإماراتي إلى منظمة مستقلة، برئاسة فخرية من سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، وعضوية كل الجهات المعنية، وذلك من أجل خلق إرث لرياضيي الأولمبياد الخاص، ودعم استضافة الدولة لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، والتي تحتضنها أبوظبي عام 2019، كأول مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحظى بهذا الشرف. القرار تاريخي في مجمله، ليس من أجل البطولة وفقط، وإنما من أجل تلك الفئة التي تحظى على أرض الإمارات بكل التقدير وكل الدعم والمساندة، وهو ما كان أبرز ملامح تقرير لجنة الأولمبياد الخاص التي زارت الإمارات، قبل التصويت على الاستضافة، ورصدت اهتماماً متنامياً ووعياً كبيراً ونظرة مجتمعية إيجابية، ودعماً من القيادة على أعلى المستويات. والحقيقة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عودنا كل يوم على تلك القرارات والتوجيهات الوثابة، التي تسبر أغوار الزمن، وتستشرف آفاق المستقبل الرحب، فهو يفكر ويعمل بحس قائد وإحساس شاعر وفارس، لذا تأتي كل قرارات سموه مزيجاً رائعاً وآسراً بنكهة خاصة، تحمل توقيع محمد بن راشد ولا أحد سواه. والقرار الذي وجه به سموه، جاء في وقته تماماً، حتى نجني ثماره كاملة مع انطلاقة البطولة على أرض الإمارات العام بعد القادم، ومن اليوم، حتى موعد المنافسات، سيكون للقرار إرهاصات وآثار على الأرض، تساهم أولاً في تعزيز مكانة هذه الفئة، وهي عالية لدينا في كل الأحوال، وتمكينهم تمكيناً حقيقياً من المنافسة وسط أجواء مثالية، تمكنهم من تحقيق إنجاز على أرضهم وبين أهليهم، وتثبت للعالم أن الإمارات لا تبني الأبراج فقط، وإنما تبني أولاً الإنسان، وتسير وفق رؤية تتناقلها من جيل إلى جيل، وتمثل إرث «زايد الخير»، بأن الاستثمار في الإنسان هو أول الطريق وربما كل الطريق. على أرضنا، نستقبل عام 2019، بإذن الله، قرابة عشرة آلاف لاعب ولاعبة ومدرب وإداري، وربما عشرة آلاف أسرة، من مائة وسبعون دولة.. لكن القرار الأخير علمني أن الأهم أن تستقبل نفسك أولاً.. أن تحتفي بها.. كي تسعد العالم.. افرح أنت أولاً، فشكراً لمن أهدانا الفرحة. كلمة أخيرة: العالم لا يترك أبناءه من تلك الفئة شديدة الحساسية.. إلا في أيدٍ أمينة