دائرة النقل في أبوظبي وقبل أن تدمج ضمن «الشؤون البلدية» وتعود من جديد في التشكيل الأخير للمجلس التنفيذي قامت باستقدام خبير من إحدى الدول الأوروبية ليقول لنا إن شوارع العاصمة غير صديقة للمشاة. حينها استغربت من قيام الدائرة بذلك للتعرف على حقيقة يدركها أصغر مستخدم للطريق، فنقلت تساؤلاتي لمسؤول فيها، ولم يجد ما يرد به عليّ سوى أن وجود خبير بارز سيلفت نظر الرأي العام أكثر. طبعاً مبرر غير مقنع، بينما لو تم الاستعانة بفنان إماراتي معروف أو حتى لا عب كرة قدم أو أي ممثل صاعد من «بوليوود» لكان للحملة صدى أكثر تأثيراً. اليوم وبعد أكثر من خمس سنوات من تلك الحملة لا نلمس أي تقدم على صعيد تعزيز سلامة المشاة ومستخدمي الطريق، بعد أن خفت حماس المعنيين بالتوسع في إنشاء جسور أو أنفاق العبور. عندما نتحدث عن هذا الجانب تبرز أمامي مناطق في طرق حيوية عدة بالعاصمة تشهد حوادث دهس شبه يومية تذهب ضحيتها أرواح بريئة وتخلف عاهات وإعاقات دائمة وتترك العشرات أسرى الكراسي المتحركة. في مقدمة تلك المناطق منطقة الزعفرانة السكنية والتجارية عند تقاطع «الدفاع الجوي سابقاً» مع شارع سلطان بن زايد الأول وشارع ربدان. تقوم حافلات النقل العام بإنزال ركابها وغالبيتهم من المقيمين على جانبي الطريق، فلا يجدون غير قطع الطريق باتجاه هذا الجانب أو ذاك بطريقة عشوائية خطرة مع تدفق السيارات المسرعة من الاتجاهين. ورجال المرور أدرى بحجم الوفيات والإصابات الجسيمة الناجمة عن الوضع القائم جراء عدم وجود معابر آمنة للمنشأة من جسور أو أنفاق، وحيث لا يجد من يريد عبوراً آمناً إلا التوجه لطرفي الإشارة المرورية للشارع أي ما لا يقل عن ألف متر. ومن الطرق الخطرة أيضاً المنطقة المقابلة لكارفور المطار قبل إقامة جسر للعبور، وحالياً عند تحويلات منطقة الزاهية (النادي السياحي سابقاً). لقد فاقم من خطورة ما يجري الزيادة غير المسبوقة لمستخدمي الدراجات الهوائية والنارية على حد سواء الذين يخرجون من أماكن لا تخطر على بال، فيفاجأ بهم سائق السيارة الذي قد لا ينجح في تفادي حادثة قد تقوده لتداعيات الجميع في غنى عنها، بسبب تصرف أرعن من عامل توصيل. وقد حان الوقت لتسريع مبادرات جعل طرق عاصمتنا صديقة للمشاة فعلاً، وسلامتكم.