الأحلام رحلات، تماماً مثلما نفعل، حين نسقي النفس من أحلامنا، ثم نطاردها، فنطول بعضها، ويفوتنا البعض، وبالأمس، غادرت أرض الوطن، بعثة المنتخب الأولمبي إلى سويسرا، لإقامة الجزء الأول من برنامج المعسكر التحضيري الخارجي والذي يستمر حتى الثالث من يوليو المقبل، ضمن الإعداد لحلمه الكبير، الذي طاردته كرة الإمارات بأسرها سنين طويلة، حتى حققه هذا الجيل الذهبي، الذي لم يخذلنا في أي تحدٍ خاض غماره، فكان خير سفير للعبة في كل أطواره، وفي كل البلدان التي حط رحاله بها، ليسطر إنجازات باسمه، تنوعت على خريطة العطاء، وامتدت من الدمام بالسعودية إلى الإسكندرية بمصر، ومن الدوحة القطرية إلى جوانزهو بالصين. سافر منتخبنا بالأمس، مصحوباً بدعوات وأماني كل أبناء الوطن، الذين يتوحدون خلف هذا الفريق في شتى المناسبات، بعد أن عودهم أن أحلامهم في أيد أمينة، وأنهم سيدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة، ولا شك أن المجموعة التي ضمها مهدي علي مدرب الفريق، تمثل خيرة أبناء الكرة الإماراتية، ومعهم ثلاثي الخبرة والإبداع أيضاً، إسماعيل مطر وإسماعيل الحمادي وعلي خصيف، وهم إضافة مهمة وقوية، كما أن المنتخب الأولمبي وتجربة الأولمبياد، ستكون إضافة لهم، وتتويجاً لعطائهم الذي قدموه، واستحقوا به الحضور في واحد من أكبر محافل اللعبة على مستوى العالم. وما قاله إسماعيل مطر بالأمس، يمثل دليلاً على الانسجام السريع بين هذه المجموعة ولاعبي المنتخب الأولمبي، ولديه كل الحق، فلا توجد غربة أو فجوة بين لاعبينا، وجميعهم يلعبون سوياً، سواء بالأندية أو المنتخبات المختلفة، ولعل وجود لاعبي الجيل الأولمبي مع المنتخب الأول، ساهم بقدر كبير في التجانس الفريد الذي حدث من أول يوم، وبعد أن كان عدد من لاعبي الأولمبي في المنتخب الأول، يحتويهم ويساعدهم مطر، جاء الدور، ليكون الثلاثي الأول ضيوفاً على هذا الجيل، يسقونهم من معين خبراتهم، ويعاونونهم في مهمتهم الكبيرة والتاريخية. وللحقيقة، فقد أسعدتني سعادة مطر، الذي أكد أن انضمامه للفريق في الأولمبياد حلم تحقق، فمثل إسماعيل يستحق أن نحقق له أحلامه، وأن نسعده بقدر ما أسعدنا، وكثيرة هي المرات التي كان فيها مطر، حامل لواء الفرحة والسعادة لكرة الإمارات. من اليوم، سيبدأ المنتخب الأولمبي رحلة الحلم الكبير، وفق برنامج مدروس من قبل مدربه الكبير مهدي علي، الذي تكبر ثقتنا فيه يوماً بعد يوم، ويبرهن في كل مناسبة أنه إضافة مهمة لكرة الإمارات، لا تزال قابلة للاستثمار أكثر وأكثر، وأعتقد أنه آن الأوان، ليكمل مشواره مع هذا الفريق، وأن يطرح بقوة لتسلم ما بعد هذه المرحلة من مسؤوليات، فالرجل قدم من شهادات الاعتماد ما يكفي، في الوقت الذي أخفق معظم الأجانب في ترجمة أحلامنا إلى واقع. كل التوفيق للاعبي المنتخب الأولمبي في معسكرهم السويسري، وفي بقية مرحلة الإعداد حتى الذهاب إلى لندن، وعليهم أن يعلموا أننا معهم، وأن قلوبنا ستطالعهم دوماً، أينما حلوا أو ذهبوا، وأننا لن نرهقهم بأحلامنا ولن نضغط عليهم بتطلعاتنا، فهم أهل للثقة، وهم أهل للبذل والعطاء، وهم الذين حققوا لنا دوماً ما نريد، وفوق ما نريد. كلمة أخيرة: أروع الأحلام، ما يأتيك دون انتظار، وأروع الهدايا ما تمنحها لك الأقدار mohamed.albade@admedia.ae