قبل أيام اختار بعض طلاب إحدى المدارس الثانوية في مدينة العين الاحتفال بانتهاء العام الدراسي بطريقتهم الخاصة، حيث حولوا الباحة الخارجية للمدرسة إلى ساحة للحركات الاستعراضية الخطرة بسياراتهم بطريقة تعرض حياتهم والمتواجودين في المكان للخطر. لم تكن تلك المرة الأولى التي يجري فيها مثل هذا الاستعراض الخطر، والذي تحول إلى ما يشبه الطقوس الختامية للعام الدراسي عند بعض الطلاب المراهقين. بعض هؤلاء المراهقين كان يبدو سعيداً لأنه “وضع توقيعه على الساحة الخارجية للمدرسة بإطارات سيارته”، الاستعراض المصور الذي تم تداوله عبر مواقع الإنترنت كشف وجود معلمين استمتعوا بالعرض أيضاً!!.
القضية تكشف في المقام الأول غياب الأخلاق ونظرة الاحترام للمدرسة وللمدرس ورسالة التعليم الذي بات ينظر إليه كوسيلة عبور للوظيفة.
لذلك تجيء خطوة مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي بتكثيف الرقابة المرورية عند المدارس، وهي خطوة مهمة بلا شك، ولكنها ليست الحل. فأجهزة المرور ومهما كانت إمكانياتها البشرية والمادية لن تستطيع التفرغ لأمر كهذا في ظل غياب التعاون الكامل من بقية أطراف القضية. وهم الأسرة-الآباء في المقام الأول- والمدرسة وكذلك الأندية الرياضية.
مخاطر هذه الاستعراضات غير خافية على أحد، وسجلات الشرطة والمستشفيات والمحاكم بها الكثير من القضايا والعبر، ومع هذا تجد من الآباء والأُسر من يغض الطرف عن سلوكيات الأبناء ممن ينخرطون في تلك الاستعراضات، وكثير منهم يعلم كذلك أن ابنه قام بعمل إضافات غير قانونية لسيارته ومركبته من دون حتى أن يبصر ابنه بمخاطر تلك التصرفات التي قد تكلفه وأصدقاءه حياتهم، وقد تعهدت شرطة أبوظبي بالعمل “على تطبيق القانون بكل حزم وصرامة، ورفع مثل هذه التصرفات غير المسؤولة إلى الجهات المعنية لاتخاذ العقوبات القانونية بشأنها”.
كما تعهدت بـ”ضبط المخالفين وحجز مركباتهم” من دون إغفال الجانب التوعوي التي قالت إنها ستعززه أيضاً خلال الفترة المقبلة بالمزيد من”البرامج والأنشطة لتنمية الوعي الثقافي المروري لدى الشباب حول المخاطر المترتبة على قيامهم بمثل هذه السلوكيات الخاطئة في الأحياء السكنية، بما يعرضهم للحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة”.
إجراءات شرطة أبوظبي يجب أن تشمل أولياء الأمور الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية مع أبنائهم، بعد أن سمحوا لهم بقيادة السيارة من دون رخصة قيادة أو إضافة زوائد غير قانونية لمركباتهم. كما أن أنديتنا الرياضية مدعوة للمشاركة في هذا الجهد بفتح أبوابها صيفاً ببرامج مبتكرة لامتصاص طاقات الشباب خلال الإجازة والاستفادة منها بصورة إيجابية تخدم المجتمع وأفراده.

ali.alamodi@admedia.ae