من المقرر أن تنطلق صباح اليوم فعاليات المشروع الوطني لأمن وسلامة المؤسسات التعليمية، والذي يستمر حتى منتصف الشهر المقبل، وذلك تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام وبمتابعة من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني· المشروع تتولى إدارته وتنفذه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والازمات ويهدف الى نشر وتعزيز الوعي المجتمعي في مواجهة الطوارئ والازمات، ويبدأ في مرحلته الاولى- قبل أن يمتد لكل مناطق الدولة- لمدة أسبوع في مدارس أبوظبي وينتقل لمدة اسبوع الى العين ولأسبوع ثالث في المنطقة الغربية ليختتم بأسبوع رابع في ابوظبي· إن مشاركة جهات عدة في المرحلة الاولى من المشروع يعكس مقدار الحشد الذي حرصت الهيئة على توفيره لإنجاحه، فهناك مجلس ابوظبي للتعليم والمناطق التعليمية في الدولة ووزارة التربية والتعليم وشركة ابوظبي للخدمات الصحية وهيئة البيئة وبلدية ابوظبي ونادي تراث الامارات ومواصلات الامارات وغيرها من الجهات التي تعتبرها الهيئة شركاء لإنجاح المشروع الاول من نوعه في الدولة· وهو توجه راق وحضاري يستهدف إشراك النشء وأجيال المستقبل في الحفاظ على الموارد والممتلكات العامة عند وقوع أي طارئ، وتعويدهم على مساعدة السلطات في حفظ النظام عند الازمات والظروف الطارئة، وما يحمله الامر من ترسيخ للوعي الوقائي وثقافة إدارة الأزمات· ولا شك في أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والازمات وهي تدشن مشروعا وطنيا وحيويا بهذا الحجم ستستفيذ من غرس طيب وصلب في مجتمعنا، وحرص شرائح واسعة فيه على العمل التطوعي، وكان داعما وسندا في الكثير من أوقات الحاجة لمؤسسات وهيئات عملت في ميادين العمل الانساني والتطوعي كهيئة الهلال الاحمر ومؤسسة الامارات و''تكاتف'' وغيرها· ورأينا شباب وشابات هذا الوطن والمقيمين على ارضه الطيبة يبادرون لتقديم جهودهم طواعية لمساعدة من يحتاجون اليهم، وصور ذلك عديدة· إن تنظيم هذه السواعد والجهود التي تبدأ من المدارس ومؤسسات التعليم المختلفة والاستفادة منها سيكون بمثابة رصيد اضافي للهيئة وهي تدشن باكورة مشروعاتها المجتمعية· فالفرد الواعي عنصر مهم للغاية وأداة فعالة في حماية المجتمع إذا ما طرأ طارئ أو وقع خطب· وذات مرة تابعت في مدرسة ابتدائية بإحدى ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو تدريب على مواجهة زلزال، في بلد معتاد على مثل هذه الظواهر، واستوقفني الهدوء الشديد الذي كانوا يطبقون به تعليمات الدفاع المدني لفرط ما حفظوها رغم صغر أعمارهم· فالعنصر المضطرب والمرتبك عند الطوارئ يعوق عمل الاجهزة المختصة لافتقاره للوعي الوقائي وحسن التصرف عند المواقف الصعبة· ومثل هذا المشروع سيساعد في رفد المجتمع بعناصر وأفراد قادرين على مواجهة الأزمات ويكونون عونا للهيئة التي أنشئت ضمن منظومة الهيكل التنظيمي للمجلس الاعلى للامن الوطني في مايو من العام ،2007 لتعزيز قدرات أجهزة الدولة في مواجهة الطوارئ وحسن ادارة الازمات· ونحن ننعم بهذه النعمة من الامن والامان ولله الحمد، نؤكد على أهمية الامر فالاحتياط واجب، وعلينا جميعا المشاركة لإنجاح هذا المشروع الوطني الرائد·