اليوم.. ثمة ما يُفرح القلب، يضخ منه وإليه أريجاً خاصاً، يملؤه بزهو الوطن السعيد، يسكنه مضاء الرجال، ودعوات النساء، وبراءة الأطفال الذين يكبرون به ومعه ومن أجله. ثمة ما يجعل النهار اليوم أكثر إشراقاً وصحواً، ويجعل من نورس بلادي أكثر تحليقاً، وشطآن بلادي أكثر موجاً وزرقة، ورمال بلادي أشبه ببساط، خيط من ذهب، وخيط من زعفران، وجبالها أكثر من رواسٍ. ثمة فرح لا تخطئه العين أن هناك زهواً ومطراً وخيراً كثيراً في الإمارات اليوم. ثمة ما يُفرح القلب، ويُسعد الرجال، والضحكة تخرج مضمخة بطيب النساء وشرف عطرهن، والأمل يرتسم على محيّا الأطفال، لأن اليوم يوم الوطن ويوم بسمة القائد، ويوم قطف النجاح، حين يصير عظيماً، ويوم الإرادة حين تبلغ عنان المجد والسمو، ويوم الحكمة حين تكون الحكمة جزءاً من حلم وتعب الرجال، رجال مضوا، ورجال يتبعون الطريق، ويتابعون راية الفخر. لقد كانت سنوات طويلة والعزم معقود على جبين القائد السلف، والقائد الخلف، وفي عزمهما للعطاء والبناء والرخاء، وفي تجسيد الأحلام حين تكون الأحلام يحملها الرجال، وتكون أكبر من الجبال، رجال يصنعون المستقبل، ولا يترددون، تميِّزهم الرؤية، ويغامرون من أجل النجاح، ويصلون أولاً، لأنهم لا يعترفون بالتالي. لقد كانت سنوات طويلة والإرادة في قلوب أبناء الوطن، والعز على جباههم، يصوغون من حبهم قلائد وفاءٍ وولاءٍ وتذكُّرٍ حدَّ الدمع الذي لا يبرد للقائد زايد الوالد والمؤسس، والزعيم خليفة، ولجناحين تحلق بهما الإمارات إنْ شرَّقوا أو غرَّبوا، فكلاهما محمد، سيف في اليمين، ودرع في الشمال، والعهد هو العهد، عهد الرجال للرجال. هو وطن ظل يكبر بأبنائه، وكبر لأبنائه، وكانت الصحراء قابلة للون جديد، وعصر سعيد، والنخل كان قابلاً للانتشار في الأرض اليباب، والسنابل قادرة على أن تلد السنابل، والوعد قادراً على أن يجلب المسافر والغائب، والشجر قادراً على أن يعيد كل الطيور التي هاجرت مبكراً من أعشاشها، كان نداء الوطن أكبر من الترحال والتجوال. كان الإنسان في بلادي هو المعني بالخير كله، وهو الغاية والهدف البعيد، وأن الثروة لأبنائه، ولسعادتهم ورخائهم، وللبناء الحضاري، والنهضة الشاملة، ولكل مقاصد الحياة الآمنة والهنيّة، غير أن مكرمات إمارات الخير خرجت من حيز الوطن الصغير إلى الوطن الكبير، وإلى مناحي الأشقاء والأصدقاء وعموم بني الإنسان، حيث يكون الواجب، ويكون الضمير، ويكون الصدق في الوعد، وما تتطلبه الفروسية، وما يفرضه النبل. ثمة ما يُفرح القلب اليوم.. هي تلك الابتسامة الغالية، للرجال الغالين.. داموا.. ودام الوطن.