احتفاء الإمارات، رسمياً وشعبياً، باختيار أول رائدي فضاء، حمل كل معاني وصور التقدير والاعتزاز برؤية قيادة حكيمة رشيدة، وفخر بثمرة غرس للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي وضع دعائم هذا الصرح الشامخ، وأولى التعليم كل الرعاية والاهتمام والمتابعة.
يمثل اختيار رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي منعطفاً تاريخياً في مسيرة متواصلة من الإنجارات والمكتسبات، ونقلة نوعية تعزز خياراً استراتيجياً لإمارات الخير والعطاء، وهي تختار، وفي رحاب عام زايد، رائدي فضاء إماراتيين، ليكونا جزءاً من قصة نجاح متصلة، وضعت الإمارات كأول دولة عربية تنال عضوية نادي الفضاء الدولي، وقطاع الفضاء الذي يتضمن استثمارات عالمية وعائدات بمليارات الدولارات. وهو القطاع الذي أعلنت الإمارات دخوله بقوة مع إعلان قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأسيس وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014.
لقد مر اختيار رائدي الفضاء بعملية طويلة ودقيقة ومعقدة، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية ذات الباع الطويل في هذا المجال، ووقع الاختيار عليهما من بين نحو أربعة آلاف من الشباب والشابات الإماراتيين، تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي يحظى بدعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعلى درب محطات نيرة في رحلة إطلاق «مسبار الأمل»، والوصول إلى كوكب المريخ، مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي، لقيام الدولة، في عام 2021.
يجيء الكشف عن اختيار رائدي الفضاء الإماراتيين بعد أيام قليلة من الإعلان رسمياً عن موعد إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» الشهر المقبل، والمصنوع والمدار بأيدٍ إماراتية 100?، في تأكيد على الخطى الثابتة التي يسير عليها البرنامج الإماراتي، ومستوى الالتزام بالتواريخ المحددة لإنجاز هذا المشروع الوطني العالمي الذي يواكب تطلعات القيادة، ولما فيه خير الإنسانية قاطبة.
وما بين اختيار الرائدين وتحديد موعد انطلاق «خليفة سات» وحتى «مسبار الأمل» فصول تُروى للأجيال، وملحمة تُخلدها كتب التاريخ، عن طموحات وطن تجاوزت الشهب، وقيادة تملك رؤية، وإرادة وثقة برجال متسلحين بالعلم والابتكار، ليظل اسم الإمارات عنواناً للريادة.