حكيم الشارقة
لن ننسى أبداً تلك الدموع التي ذرفناها لحظة اعتلى المنبر متحدثاً قبل أن يتسلم جائزة الشيخ زايد للكتاب، لتخرج الكلمات الارتجالية تتحدث عن مؤسس الدولة وبانيها الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كلمات عكست درجة وفاء الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لمؤسس الدولة، وحبه له، وافتخاره بشرف العمل معه وتعلمه الكثير الكثير من تجربته وحكمته، وقد تعلم أبجديات الحكمة في مدرسة الوالد زايد، فكانت تلك التجربة خير معين وسند له في مواجهة صعاب المستقبل.
تلك الكلمات المعبرة، التي حفرت بالقلوب إلى يومنا هذا، أثبتت كم هو محبّ ووفيّ لوطنه وشعبه، يعيش همومهم، ويستشعر مشاكلهم وهمومهم، فقد كان همه الأول إرضاء أبنائه وتوفير الحياة الكريمة والطمأنينة لهم، وتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ليعيشوا وينعموا بالأمن والأمان.
وتلك المعاني لم تكن يوماً بغريبة على الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي يؤكد في كل مناسبة أن شغله الشاغل هو الوطن والمواطن، وعرف أن التحديات كبيرة وأن الطريق ليست مفروشة بالورود، فقرر خوض التحدي وهو المعروف عنه منذ نعومة أظافره أنه يحب الوطن والمواطن بلا حدود، ويعتبر نفسه جندياً من جنود الوطن، وينظر للحكم على أنه مسؤولية، نسأل الله أن يعينه عليها، ويوفقه لما فيه خبر البلاد والعباد، وبالتالي لم تكن مداخلته يوم أمس بإذاعة الشارقة مستغربة، فقد نذر نفسه لخدمة وتلمس هموم شعبه والسهر على راحتهم وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، فكانت الرؤية والخطة والمستقبلة التي أعلن حاكم الشارقة عن خيوطها الأولى، قائمة على توفير الحياة الكريمة المستقبل المشرق وضمان الحقوق.
هذه الخطة المستقبلية من المنتظر أن ترى النور بعد عيد الفطر السعيد، لتكون عيدية لأبنائه، وتقوم على محاور في غاية الأهمية تنم عن بعد نظر، ورؤية ثاقبة، وأول المحاور كما بدأ بها حاكم الشارقة ضمان الحقوق والمنح المستحقة لكل مواطن من أراض سكنية وتجارية وزراعية وصناعية وغيرها، وما تشكله من عون على مواجهة الحياة وضمان مستوى اجتماعي أفضل، وهنا قال سموه من يستحي أو لم يستطع الوصول إلينا وتقديم طلبه، نحن من سيذهب إليه ونعطيه ما يستحقه.
والمحور الثاني الضمان الاجتماعي الذي سيتيح للمواطنين، خاصة أصحاب الرواتب المتدنية، إيجاد مصادر دخل ثانية لهم تعيلهم وتعينهم على مواجهة متطلبات الحياة، وهو ما يعتبر ضماناً لأولئك بعد أن يتقدم بهم العمر.
والمحور الثالث الضمان الصحي، إذ استشعر حاكم الشارقة تواضع مستوى الخدمات الصحية، فحرص على أن تقدم أرقى الخدمات الصحية لكل مواطن من خلال هذه الخطة المستقبلية.
أما المحور الرابع فهو التعليم وهو الأهم لأنه الوسيلة لتربية الأجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة، لأنهما السبيل الوحيد لمواجهة التحديات.
فهنيئاً لنا بقيادة تسهر على راحتنا، وتبذل الغالي والنفيس لتأمين الرفاهية والحياة الكريمة لمواطنيها، وتلبي حاجات أبنائها قبل أن تطالبهم بواجباتهم.
محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae