يحكى أنه في ثمانينيات القرن الماضي، جاء أحد لاعبي نادي الشباب الموهوبين إلى أحمد سيف بالحصا رئيس مجلس إدارة النادي آنذاك، أخبره برغبته في التوقف عن الدراسة، والتفرغ لكرة القدم، وتكريس كل وقته وجهده لتطوير مهاراته وقدراته، فرفض بالحصا الانصياع لرغبة اللاعب بحزم شديد، وتصدى لحماسه الزائد في تنفيذ قراره، مطالباً إياه بالجمع بين دراسته وكرة القدم، مشدداً عليه أنه لو كان مخيراً بين الدراسة وكرة القدم، فإن الأولوية لا بد أن تكون للدراسة والتحصيل العلمي. كان اللاعب عاقداً للعزم، ولم يقتنع بالرفض، وأخبر رئيس مجلس الإدارة أن لا نية لديه للتراجع عن قراره، حتى لو اضطره الأمر للذهاب إلى نادي الأهلي، ولكن لم يقف أحمد سيف بالحصا رئيس مجلس إدارة نادي الشباب موقف المتفرج، بل قام بالاتصال بقاسم سلطان رئيس مجلس إدارة نادي الأهلي، وطالبه بعدم الموافقة على تسجيل اللاعب إذا طلب اللعب في الأهلي، في حال أصر على قراره، ولم يكن موقف قاسم سلطان بأقل حزماً وحرصاً على مصلحة اللاعب من بالحصا، وبالفعل تم إجهاض جميع محاولات هذا الشاب في ترك الدراسة والتفرغ لكرة القدم، ولكن من هذا اللاعب؟ إنه المهندس عبدالله أحمد الحباي، مدير عام سلطة دبي للمجمعات الإبداعية، رئيس شركة دبي القابضة، ورئيس مجموعة «مراس»، والرئيس التنفيذي للمكتب الهندسي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما أنه رئيس مجلس إدارة «دبي باركس أند ريزورتس»، و«دبي هيلز» و«فاليانت للرعاية الصحية»، ونائب رئيس مجلس إدارة «روف للضيافة»، وعضو في العديد من الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في دبي منها «مؤسسة دبي العقارية» ومتحف المستقبل، وهو حاصل على ماجستير في المساحة وإدارة الأراضي من جامعة شرق لندن في المملكة المتحدة. حدثت هذه القصة عندما كان رؤساء مجالس إدارات الأندية شخصيات تربوية، وعلى قدر كبير من المسؤولية، عندما كانوا مربين فاضلين، يحرصون على مصالح أنديتهم، ولكن ليس على حساب مصلحة الدولة العليا، ومصلحة اللاعبين الذين يعتبرونهم مثل أبنائهم، هذه المبادئ والقيم اختفت هذه الأيام، بعد أن غلبت المصلحة والسمعة الشخصية، وسادت الأنانية، فماذا لو كان عبدالله الحباي أصر على موقفه حينها، وماذا لو لم يقف في طريق رغبته شخصيات عظيمة مثل أحمد سيف بالحصا وقاسم سلطان، تخيلوا معي، أين سيكون موقعه الآن؟