في الإمارات، يخلق الإنسان الجديد، يضم قدراته في قلبه ويتوجه للعالم، بوجدان خالٍ من الرواسب، نظيف، عفيف، شفيف، منيف، يخطو باتجاه المستقبل، والعقل صافٍ، يستوفي كل شروط البقاء، ينحت على الأرض اسماً مثل بريق النجمة، ويرسم صورة الحياة على سبورة الفرح، ويسكب ماء النهر في وعاء القلب، لترشف منه طيور الكون، من غير تعب أو سغب، أو نكب. الإنسان الجديد وليد أفئدة هتفت باسم الوجود من غير سأم أو تذمر، أو شطط، إنه الإنسان المخصب بالفكرة العادلة، لا هي مشؤومة ولا مسمومة ولا مسقومة، ولا مكتومة، ولا محرومة، ولا مخطومة، إلا الفكرة الطليقة، الأنيقة، الرشيقة العميقة، هي فكرة الحقيقة فكرة الإنسان بوعيه الوسيع، وفكره المنيع، ووجدانه البديع، هو الإنسان الضليع في مفاتن المكان والزمان. الإنسان الجديد، يولد في الإمارات، وجواده وعي منقى من الشوائب والخرائب، والنواكب، والمذاهب، سوى مذهب الحب وحده، هذا الكائن الأسطوري العريق، يذهب بالإنسان نحو بستان الحياة، مثل النهر لا يوقفه حجر ولا يعثره كدر، لأنه آمن أن الحب وحده يصنع المعجزات. وهو الذي يضع الأجنحة على ظهر الطيور كي تحلق وتحدق وتعشق الهواء الطلق، وتحمي ريشها من غبار الترسب. الإنسان الجديد، مناخه سماء تهب هواءً نقياً، ومزاجه أرض أشجارها مغروسة من جذور القلب، وماؤها من دفق الوريد العتيد. الإنسان الجديد كائن نبيل، يسهر على سحر النجوم، فيتسلق الهواء كي يقبل شغاف البريق، ويصعد إلى السماء كي يقرأ آيات التكوين. الإنسان الجديد حالم حتى النخاع، عالم بالأسرار والأخبار، وما شاع في بقاع العقل، وما ذاع في أصقاع الروح، إنه الإنسان الذي أحب وطنه بصدق وإيمان، فأحبه الله، وحبب فيه خلقه، الإنسان الجديد، مبدع في الحب، نابغ في العطاء، بالغ بلوغ الشمس في الدفء، سجيته الإيثار والتفاني، لأن الوطن يحتاج إلى نفوس آمنة مطمئنة، ثابتة واثقة، راسخة في الأرض، شامخة في المساء، ولا شيء يدفعها للحب غير قيادة أسست المعاني على جملة من الثوابت، ورسخت الطموح كشريعة لا حياد عنها.. هذا هو الإنسان الجديد، إنسان الإمارات العاشق الباسق المتناسق، الشاهق الطارق للمجد أبواباً، لأنه والمجد رافدان لنهر واحد، ألا وهو الوطن. الإنسان الجديد، نخوته الحب، وصبوته أفق يمد اليد لمن يخطو ولا يعرف نهايات الخطوات.