يقول المثل الصيني: إذا أردت أن تخطط لسنة فازرع بذرة، وإذا أردت أن تخطط لعقد فازرع أشجاراً، وإذا أردت أن تخطط للحياة كاملة، فثقف الناس ودربهم. وهذا هو الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، حيث أصبحت هذه الوزارة مثل الشمس موجودة في كل مكان، ومضيئة، في كل أوان، وفي يومي 19 و20 أكتوبر بدأت الوزارة النشاط الأهم «قافلة زايد الخير» لأنه يحمل اسم الإنسان الأهم، وهو رمز ثقافتنا، وعنوان رسالة الإمارات الثقافية تجاه العالم. في هذه المناسبة تنطلق القافلة من مدينة الحلم الأخضر، وتضم 140 فعالية، في 90 جناحاً، 80 شريكاً اتحادياً، ومحلياً وخاصاً. وهذا التلاحم والانسجام والانغماس جميعاً في فعالية تكرس عمل الخير، وتحت راية اسم رجل الخير، كلها تعبر عن أن البيت الواحد يعيش أفراده، تحت سقف الحب يطوقهم الأمل نحو عالم واحد آمن مطمئن متكاتف ومتضامن ضد كل ما يعكر الصفو، ويخدش زجاجة الحياة الصافية. هذه القافلة الحافلة بالمعنى والدلالة، هذه القافلة الحاملة أخلاق الناس الأوفياء، وقيم النبلاء، ومبادئ النجباء التي غرسها زايد الخير، طيب الله ثراه، في ضمير أبنائه، واليوم تحصد الإمارات ما زرعه زايد، وتعب من أجله وسهر. قافلة زايد الخير، هي جدول النهر، يتدفق اليوم وغداً وإلى آخر الساعة، ولن يجف معينه لأن أمطاره من سحابات الحب، وبرقه من نبضات القلب، قلب الإنسان الذي تربى على فضيلة الخير، وترعرعت أخلاقه على ما نسقه زايد في ضمير كل إنسان يمشي على أديم هذه الأرض. وقد دأبت وزارة الثقافة، وتنمية المعرفة، ليس على مواكبة الحدث، وإنما صناعته وصياغته بما يتلاءم مع تطلعات الناس وأمنياتهم ورغباتهم، الأمر الذي يجعل الوزارة، حاضرة في المشهد بكل طاقاتها وإمكانياتها وقدراتها الخلاقة، منطلقة كالطير ترفع النشيد عالياً، وتغمس ريشة المعرفة في حبر الحياة، فيغرد الطير فخراً واعتزازاً بهذا التطلع والإنجاز المعرفي الذي تتبوؤه الوزارة، وتقدمه للناس على وعاء الإدراك الكامل بأهمية الثقافة كنهر يغسل حياتنا من أوزار الزمن، ومرآة ترينا الوجود كما نريده ونتمناه. دور مهم ومحوري تتبناه وزارة الثقافة، وتتحمل مسؤولياته الوطنية وتسهر على ترتيب المعاني فيه لأجل ثقافة مجتمعية يتشارك فيها الكل لأجل مصلحة الكل. ويعمل الكل لأجل وطن الكل، ونحن في الوجود مفاصل وأعضاء لجسم واحد نعمل لأجل البيت الواحد، وليكون العالم فراشات سعيدة في حقل الفرح. هذه ثقافة الإمارات، هذه هي الأشجار التي غرسها زايد على هذه الأرض الطيبة. وشكراً للمخلصين الذين يتوحدون على اسم الوطن، ويعبرون بكل صدق عما أراده زايد للإمارات وشعبها.