لا شيء في رياضة الإمارات مثل الجو جيتسو.. نافذة مشرعة دائماً على البطولات وعلى الذهب، وعلى نشيد يُغنى هنا أو هناك، وعلم يرفرف في كل الأجواء.. داخل الحدود وخارجها.. كل رهاناتهم مثلهم، قوية وفتية ووثابة إلى المجد.. كل وجوههم تتبادل الإصرار فيما بينها.. يلوحون من بعيد قافلة للأماني أينما حطوا الرحال اكتشفوا الكنوز، وعلى الرغم من سنواتهم القريبة إلى حد كبير قياساً بغيرهم، هم رجال، يحملون على عاتقهم الصعب، ويحققون الأصعب، ويتفوقون كما اعتادوا. ومع كل انتصار، يطل اسم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كداعم وموجه ومحفز، للرياضة بشكل عام وللجو جيتسو على وجه الخصوص، فقد باتت اللعبة محظوظة بدعم ومحبة سموه، وباتت تلك تميمة عزها ومجدها وعالميتها. قبل يومين، شارك نجوم منتخب الجو جيتسو في البطولة الآسيوية الأولى التي احتضنتها مدينة عشق آباد عاصمة تركمانستان، وكالعادة حصدوا الذهب، وكالعادة أطل النجم الذهبي فيصل الكتبي إطلالته الذهبية، ولحق به زملاؤه زايد المنصوري ويحيى الحمادي وطالب الكربي.. ليست مهمة الأسماء، فكلهم تقريباً اسم واحد، وكلهم هدف واحد، وطموح يمضي إلى حيث تستقر عيونهم.. إلى منصات التتويج التي صعدوها مئات المرات، محققين للإمارات نصراً بعد نصر، ومجداً بعد مجد. لا شك في أن الإيقاع الذي يسير به اتحاد الجو جيتسو يختلف كثيراً عن غيره، وبعيداً عن التدريبات والمعسكرات والأمور التنظيمية، لابد وأن لسعادة عبد المنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي ونائب رئيس الاتحاد الدولي للجو جيتسو، معادلته السحرية والسرية، التي يقود بها دفة العمل في تناغم مثير واستثنائي، جعل اللعبة أيضاً استثنائية في مسيرة الرياضة الإماراتية. في كل مرة أكتب فيها عن الجو جيتسو، لابد وأن تقفز إلى الذاكرة تلك البداية، وكيف كان حتى مجرد نطق الاسم صعباً علينا، وكيف كانت قوانينها لغزاً، واليوم باتت من مفردات الحياة في الإمارات.. تتقدم في قفزات للأمام، وبات لها سفير في كل بيت، وتلاميذ في كل مدرسة، والأهم أنها باتت مصنعاً للرجال، ومصدر إلهام لكل من يقترب منها. واليوم، يعود الرجال، للاستعداد لتحدٍ جديد، يتمثل في الجولة الرابعة من بطولة «أبوظبي جراند سلام»، والتي تقام بالعاصمة الإماراتية منتصف الشهر المقبل، ومن اليوم نتطلع إلى التحدي القادم بابتسامة، ونشرع كالعادة نافذة على الأماني، فكل نوافذ الجو جيتسو، لا تطل إلا على فرحة. كلمة أخيرة: النجاح ضريبة الصامدين.. وعنوان الصامتين