شهداؤنا بدمائهم يسطرون ملحمة التاريخ، ويكتبون على صحائفه أجمل ما جادت به الإمارات، من قيم التضحية والفداء لنصرة الحق، وإعلاء الحقيقة، ذوداً عن كرامة الإنسان، ودفاعاً عن شرف المبادئ التي زرعها السلف الصالح، من أبناء هذه الأرض. كوكبة من أبنائنا يقفون اليوم في ساحات الوغى، وأرواحهم على أكفهم، والأصابع على الزناد، ملبين نداء الحرية للأوطان والإنسان، سائرين على الدرب وقلوبهم، معشوشبة بالإيمان، بأن ما يحدث في اليمن الشقيق ليس حرباً بين حكومة شرعية، وجماعة منشقة بل الأمر يتعدى ذلك بكثير، فالأطماع في اليمن كثيرة والذين يخبؤون النوايا السيئة ضد هذا البلد، ويختبؤون تحت حجب سوداوية، ويمارسون الحقد العنصري، والكراهية الشوفينية، هؤلاء هم الدساسون، والنمامون، والذين جاؤوا من خلف جدران التاريخ لكي يقفزوا على المراحل، وينصبوا أنفسهم حراساً على الدين، وما بينهم والدين بعد المشرق عن المغرب، ولكن وللأسف، هناك من بيننا، من يدير ظهره للوطن، ويلتفت إلى مآربه الشخصية، ومستعد أن يبيع الوطن وحتى ملابسه الداخلية، هؤلاء من سخروا أنفسهم في خدمة الشيطان، والقبول، بأن يتحولوا إلى أذناب وأذيال وبقايا ونفايات وفضلات من موائد التاريخ. اليوم عندما تقف الإمارات، كتفاً بكتف مع الأشقاء في السعودية وتجابه الغدر الحوثي، إنما تقدم أروع صور النبل والشهامة والنخوة العربية في صد العدوان عن إخوة لنا في الدم، وسد الثغور ومنع الفجور وحماية المظلوم، ونجدة المكلوم وإغاثة المغموم. ها هي القيم التي تنتمي إليها الإمارات، وها هي القيم التي تربى عليها الأبناء وها هم في ميادين العز يرفعون الرؤوس شامخة، وينسجون قماشة الأمل في عيون أبناء اليمن، فيد تدافع بالسلاح، ويد أخرى تمد العون، وتساند المحتاجين والملهوفين والمكظومين والمعوزين، الذين جردهم الحوثي من أبسط أسباب الحياة. ونحن إذ نودع فلذات الكبد، إنما نضعهم بين يدي الذي لا يضيع الأمانة، ونمنحهم كل حبنا، وأشواقنا لهم بالعودة سالمين غانمين، أو شهداء مع الأبرار، والصديقين. هؤلاء الرجال، هؤلاء الأبطال هم القيمة والشيمة، وهم اسم الإمارات وامتيازها في مختلف المحافل، هم نسل الأفكار التي لا تصاغ إلا بدم الشرفاء، الذين لا يسخون بالدم، إلا لتطهير الدم من الدم الملوث بالخيانة والركوع لأعداء الوطن.