ما يحدث في مصر، يؤكد بوضوح، أن من تربوا على عقيدة القتل، لن يوفروا وقتاً ولا جهداً إلا لسفك الدماء وإشاعة الخراب، ونشر الفوضى في ربوع بلاد المسلمين. ويأتي مقتل النائب العام في أرض الكنانة ليرسخ الفكرة نفسها أن هؤلاء لا يعتبرون لحرمة شهر مبارك ولا لقدسية وطن، لأنهم لا يريدون من السلطة التي يحلمون بها إلا فرض السطوة والسيطرة وتطويق الأعناق بعقيدة دموية، هي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الحنيف وثوابته القويمة. هؤلاء ماضون في الشر والحقد والكراهية، في وطن لا يحلم شعبه الأبي إلا بالمستقبل المضاء بتضاريس الحب والألفة والتكاتف، ومهما فعل هؤلاء الحاقدون، فإنهم لن ينالوا من شرف الإنسان المصري، لأنه آمن بأن الإسلام دين التكاتف والتآلف وما يفعله هؤلاء ما هو إلا نتيجة لاعتناقهم فكر الموت والعبثية، والعدمية التي جاءت بها أفكار سيد قطب ومن والاه من أئمة التكفير، وتهجير القيم السمحة.. ما يحصل في مصر، يعني لنا أن الإخوان لا يفهمون إلا لغة الإقصاء ونفي الأفكار التي لا تتوافق مع أفكارهم.. ما يحصل في مصر، يسلط الضوء الكاشف على أفكار هؤلاء وطموحاتهم وأطماعهم، وأوهامهم، وخيالاتهم، وأحلامهم السوداوية التي لا تقف عند حد، ولا تتوقف عند نقطة، لأنهم لا يعرفون غير السطو على المواقف والاستيلاء على مصائر الناس، واحتلال ضمائرهم، واغتصاب مستقبلهم، وإبقاء مصر في حالة العزلة والتخلف والفقر. لقد حكم هؤلاء زهاء عام ولم تعرف مصر في عهدهم غير الشعارات الصفراء، والأمنيات الكاذبة، والآمال المنقوشة على رمال هشّة، ما يحصل في مصر، يجب أن يوقظ النائمين من سباتهم، ليقفوا مع الحق، ولكي تبرز الحقيقة، ويكشف عن سيقان الخديعة التي أراد هؤلاء أن يغرسوها، في رؤوسهم، من أوهموهم أنهم جاؤوا كمخلصين ومنقذين، ما يحدث في مصر، يسفر عن بطلان أفكار هؤلاء، وافترائهم وادعائهم، وشعوذتهم وحروزهم الوهمية.. فمن يلجأ إلى قتل الأبرياء، إنما هو عاجز ومنكسر ومهزوم، ولا يملك غير الاختفاء خلف جنح الظلام ليفجر الواقع، بقنابل الحقد والكراهية.. حفظ الله مصر، وشعبها، وأيَّد قادتها بقوّة العدالة وصلابة المواجهة مع أعداء مصر.