احتفل الاتحاد الآسيوي أمس بذكرى ميلاد أسطورة الإمارات عدنان الطلياني، فقد أصبح عمره 53 عاماً، كبرت يا عدنان وما زالت لك نفس المكانة في قلوبنا، كبرت وكأننا نراك لم تترك الملاعب، لا زلنا نتذكر أدق التفاصيل، وأصدق المشاعر، لا زلنا نتذكر هتافات المشجعين، كبرت ولا زالت صورتك كأنك ابن العشرين، مرعب المدافعين، جلاد الحراس، كبرت ولا زالت منزلتك كما هي في داخل القلب، نجم الإمارات المخلص وأسطورة نادي الشعب، ولكن أين هو الشعب؟ احتفى الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي بميلاد عدنان من خلال تقرير فخم، يتحدث عن مسيرة اللاعب وأهم أرقامه وإنجازاته، والتسلسل المثير لقصة حياته، وتضمن التقرير، كادراً صغيراً، يحمل بطاقته الشخصية، عمره ومبارياته وأهداف الدولية وناديه «الشعب»، الشعب هذا هو المكان الذي ترعرع فيه عدنان، هناك تفجرت موهبته وبزغ نجمه، ومن هناك خرج ليقود الإمارات فيما بعد إلى القمة، وأقصى نقطة ممكنة في عالم كرة القدم وفي مشهد أقرب ما يكون إلى الخيال، قادنا برفقة زملائه إلى المونديال. نشكر الاتحاد الآسيوي على اللفتة الرائعة، ولكن لزم التنويه، لم يعد هناك نادٍ اسمه الشعب، فقد ابتلعته رمال الاحتراف المتحركة، ودفع ضريبة تحولنا الوهمي إلى عالم لم نعرف كيف نتعامل معه، ولا كيف نديره، عالم مجهول بالنسبة إلينا، فأهدرنا الأموال، وأهملنا الأجيال، وحاولنا تقليد مشية غيرنا، فلم نعرف وفي نفس الوقت نسينا مشيتنا، فلم نعد هواة وبالتأكيد لسنا محترفين، نحن ما بين البين، شيء من هذا وشيء من ذاك، نحن في المنطقة الرمادية، ولا نعرف هل نحن نتقدم، أم أننا نتراجع، سامحكم الله كنا قد نسينا فقلبتم المواجع. اندمج الشعب مع الشارقة ولكن لا زال شعار الشعب في كل مكان، لا زالت جماهيره العاشقة تتغنى باسمه، وتزين حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي بشعاره الأحمر، وتطلق على نفسها معرفات على غرار «شعباوي وافتخر»، وستظل هذه الجماهير تعيش على الذكريات، حلوها ومرها، أفراح الكأس، ودموع الهبوط، وحسرة النهائي الآسيوي. فكيف يكون لنادٍ ليس له رصيد كبير من الإنجازات كل هذا التأثير، ومن أين له بتلك الشعبية وعشق الجماهير، فهو عشق لا يرتبط بالمكاسب المادية، ولا بالدروع والكؤوس أو عدد البطولات، هي حكاية نادٍ لا يزال مسكوناً بحب عشاقه، هو «الكوماندوز»، هو الشعب الذي كان، يكفي أن تقول هو نادي عدنان.