أعتقد أن معظمنا اطلع على الخبر الذي بثته وكالات الأنباء قبل يومين حول الفكرة الموجودة لدى رابطة دوري المحترفين الإنجليزية في إقامة جانب من مباريات الدوري الإنجليزي خارج حدود إنجلترا في سابقة لم تحصل من قبل· والمقترح يسوق قيام خمس مدن عالمية تتولى مسؤولية استضافة مباراتين وما يهمنا في الموضوع أن دبي إحدى المدن المقترحة للاستضافة إلى جانب نيويورك وهونج كونج وجوهانسبرج· وبالرغم من أن الفكرة لم تتبلور بعد بشكلها النهائي ولم يتخذ فيها قرار حاسم، لكن الأمر الإيجابي أن نشاهد إحدى مدن الدولة تتصدر قائمة الترشيحات وتأتي في طليعة الاختيارات وفي هذا الأمر الكثير من الدلالات الإيجابية لدبي وللإمارات تكشف عن المكانة الحقيقية التي أصبحنا نتبوأها في العالم· إن مسألة المكانة من المسائل التي يعجبنا الحديث عنها ونسعد عندما نرى أننا محط اهتمام من الآخرين وهذا بالتأكيد لم يتولد من فراغ ولكن جاء نتيجة عمل جبار تعيشه الدولة وفرض على الآخرين أن يأخذونا على محمل الجد· في أول رد فعلي على المقترح رحب غيث الغيث نائب رئيس طيران الإمارات للعمليات التجارية بالفكرة وكشف أن طيران الإمارات لن تتأخر في المساعدة على تنفيذها في الإمارات لكنه لم يغفل حقيقية أن دبي لا تملك ملعباً يناسب استضافة الحدث مشيراً إلى أن مدينة زايد هي الأنسب في الوقت الحالي· عند هذه النقطة لابد أن نتوقف، وبصرف النظر عن كون دبي ستستضيف جانبا من هذه المباريات أو لن تستضيف، وبصرف النظر عن كون المباريات إذا تقرر استضافتها ستقام في مدينه زايد في أبوظبي باعتباره الاستاد الأنسب لمثل هذه المناسبات أو أنها ستقام في دبي، في النهاية المكسب واحد وكلنا نكمل بعضنا والحدث الذي يقام في أبوظبي كأنه يقام في أي مكان آخر من الإمارات والعكس صحيح· لكن الأمر المهم أن دبي بكل ما تملكه من حيوية وازدهار تفتقد في الحقيقة إلى وجود ستاد يلبي المعايير العالمية وهو أمر لا يجوز خاصة بالنسبة إلى مدينة اعتادت على إبهار الآخرين، والحاجة إلى وجود ملعب عالمي حقيقية اكتشفناها من يوم استضافة مباريات كأس العالم للشباب في 2003 ومنظر الجماهير العائدة من المباريات مكسورة الخاطر لأنها لم تجد مكاناً في المدرجات· لا أحد يختلف أن دبي مدينة عالمية والأحداث الكبرى لا تفارقها وقد آن الأوان في أن تملك ملعباً يوازي إمكانياتها·