- زمان ولا كنّا ندري متى تدخل السنة الجديدة، ومتى تفرط السنة القديمة، كانت الدنيا رضية، ونحن نسابق الوقت، نريد أن نكبر، بلا سبب، وحينما كبرنا، كبرت المسؤولية، وإذا بالشعر يشيب من ثقل الاختيار في الحياة، تمنينا لو يتوقف الوقت في طفولتنا، ويتركنا نلعب بتلك البراءة التي أصبحت تتلون مع مرور السنين، اليوم حساباتنا مع الوقت لا ترحم، نحن نحسبها بالساعة والدقيقة، والوقت يجعل السنين تمر مر السحاب الخفاف، ورغم ذلك لا ننسى أن نبارك احتفالاتنا، ونفرح بتوديع السنين، أعتقد أن الإنسان دائماً ما يبحث عن بريق من الأمل في الضفة المقابلة، وعن شيء جديد مجهول، لعله يحمل بشارة! - ما يعجبني في أوروبا إصرار الناس على الحياة، لا يجعلون أي شيء ينغص عليهم حياتهم، وتفاصيل يومهم أو يمنعهم من أن يتمتعوا بحريتهم، والاستمتاع بممارسة ما يشتهون، إصرار قوي في مواجهة الشر، مهما كبر، ومهما كان قاسياً، وهو ينطلق من الناس العاديين وشعورهم بالمسؤولية، لكن هذا لا يجعلهم يتركون أقفال بيوتهم غير مغلقة، أو يجعلهم غير مستعدين ومتأهبين لأي طارئ، هناك ضمان لفرح الناس، ومسؤولية تجاه سعادتهم، قد لا تكون هذه الاستعدادات مرئيّة أو ظاهرة للعيان، لأنهم يعدونه نوعاً من التعدي والمضايقة للحرية الشخصية، لذا يبقون في الخفاء، وعيونهم على الشارع! - يجمع الكثيرون على أن سنة 2016 كانت سنة صعبة بكل المقاييس، وبعضهم يعدها من السنوات الكبيسة، ليست في الحساب، ولكن في المستجدات، ونادراً ما وجدت أحداً لا يشكو منها، وكأنها كانت سنة سارقة للفرح، وجالبة لسوء الحظ، وقلة البركة، وأن خيرها قليل، نبدو نحن من نركب متاعبنا على الدهر وعلى أيامه! - المنجمون ما تظهر قرونهم إلا آخر السنة، وجلهم يحملون في جعبهم مصائب للناس، وكوارث، يريدون أن يزلزلوا الدنيا، وبعضهم يقول لك: قربت الساعة، وكلما جاء المنجم مثل النذير العريان، تمكن من جذب الناس له، وتصديق حديثه، وكأنه يخبر المجهول أو آت من مكان عميق وبعيد، يحمل أخباراً للبشر، في اعتقادي أن هؤلاء المنجمين يعرفون أصول اللعبة، لو ذهبوا باتجاه فرح الناس وبشارتهم، وأن هناك أملاً في غد أجمل سيحلّ، وأن الربيع هذا العام سيكون أطول، فلن يلتفت لهم أحد من المتابعين والجمهور، وكأن الإنسان يريد أن يقرأ الكوارث في كفه، فالأحزان بالنسبة له مجهولة، وعليه الحذر، في حين المسرّات إن جاءت فهي خير، وإن لم تأت فلا ضرر سيلحقها، أعتقد أن الضرر سهل توقعه، في حين الفرح صعب أن تتنبأ به، لأن أصغر الأشياء يمكن أن تضحك قلبك!