الاختلاف بين أصحاب الأهداف المختلفة أمر طبيعي تماماً، فكل له خلفيته وأولويته التي تدفعه لتبني فكرة ما دون غيرها، وكذلك أسلوبه الخاص في تحقيق أهدافه، ولكن غير المعتاد أن تجد عداء بين أصحاب الهدف الواحد، قد يكون بينهم اختلاف حول طريقة وأسلوب تحقيق الهدف ولكنه لن يصل إلى حد العداء، ولكن غير الطبيعي على الإطلاق وهو ما يحدث الآن في الوسط الصحفي الإماراتي من عداء بين أصحاب الهدف الواحد والوسيلة الواحدة! لقد شغل الوسط الصحفي الإماراتي خلال الفترة الماضية بمشروع قانون الأنشطة الإعلامية الذي وافق عليه المجلس الوطني الاتحادي، الجميع تقريباً أبدى انزعاجاً منه كونه لا يحقق الطموح المأمول الوصول إليه، والذي يتناسب مع ما وصلت إليه تجربة الصحافة الإماراتية· الكل وبدون استثناء تقريباً طالب الجهات المعنية بإعادة النظر في القانون· حتى الآن يبدو الأمر طبيعيا تماما ولا يخرج عن العادي الذي يحدث في مثل هذه الأمور· الغريب هو ما حدث من شد وجذب بين المثقفين على انزعاجهم من مشروع القانون، والذين انقسموا إلى طرفين، ليس بسبب الوسيلة، فالأسلوب الذي اتبعه الطرفان هو الوصول للمعنيين بالأمر لتوضيح موقفهما، إنما الخلاف جاء بسبب الاختلاف حول من الذي يحق له أن يعبر عن هذا الموقف ومن الذي لا يحق له! عندما نتحدث عن الحقوق، فإننا لا نتحدث عنه لأشخاص دون غيرهم، الجميع له الحق، والقانون يضمن لنا هذا الأمر، وعندما نأتي للتعبير عن هذا الحق، فما دام الجميع استخدم الطرق السلمية للتعبير عنه، فلا غبار على أحد، وعندما يسبق أحد شخصاً آخر في التعبير عن هذا الحق، لا يعتبر ذلك سبباً في منع الذي تأخر عن التعبير بدوره عن رأيه، وعندما يصل هذا الحق وتتحقق الدعوة التي أرادها الجميع، من المفترض أن يسعد الجميع، لا أن يختلفوا حول صاحب الفضل في تحقق الهدف· المشكلة الحقيقية لحدوث مثل هذا الخلاف الذي يصل حد العداء هو الجهل الحقيقي بفكرة العمل التطوعي والهدف العام الذي يعتبر الركيزة الأساسية له، ففي العمل التطوعي يأتي تحقيق الهدف الذي يخدم المصلحة العامة هو الأساس، أما صاحب العمل الذي يضع نفسه أساساً قبل الهدف، فليبحث لنفسه عن عمل تجاري يحقق له مبتغاه· AIs_almenhaly@admedia.ae