بعض الإعلام الأصفر القائم على الإثارة والفضائح في الغرب، وكذلك منظمات الأكاذيب التي تنصب نفسها مدافعة عما تعتبره من حقوق التعبير والإنسان، لا تريد أن تستوعب أو تعرف سر معادلة الحب والتلاحم الوطني الذي يربط أبناء الإمارات بقائدهم وقيادتهم، والنسيج المتين الذي قامت عليه إمارات المحبة والوفاء. ولا غرابة في حالة عدم الاستيعاب، فأغلب إعلامهم قام على الإثارة وتزوير الحقائق وعدم احترام خصوصية الأفراد، ناهيك عن المجتمعات والدول. ولعل أقرب مثال لنوعية ذلك الإعلام تداعيات فضيحة صحيفة “نيوز اف ذا وورلد”، والتي تحولت إلى تحقيق واسع يجري بين ضفتي الأطلنطي وامتدت إلى استراليا، واستجواب في البرلمان البريطاني اضطر معها ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني لقطع زيارته الرسمية لجنوب أفريفيا لأجل حضور تلك الجلسة.
أسوق هذه المقدمة، بينما كنت أتابع يوم أمس تغطية بعض وسائل الإعلام الغربية لمحاكمة تلك الشرذمة التي حاولت التطاول على رموز هذا الوطن الغالي وقيادته. ولست هنا بصدد التطرق إليها، فقد اعتدنا هنا في الإمارات على عدم تناول أي قضية معروضة أمام القضاء، اعتزازا بنزاهة قضائنا وحرصا على توفير كافة الظروف له، والتي تؤكد استقلاليته، حيث لا سلطان عليه إلا سلطان الضمير والقانون الذي يتساوى أمامه الجميع.
وقد تابعت بإعجاب ردود مواطن بسيط على أسئلة صحفية أجنبية تابعة لوسيلة غربية، كان الرجل من بين الجموع التي تحتشد بعفوية أمام المحكمة مع كل جلسة من جلسات المحاكمة للتعبير عن ولائها للقائد، متوشحين بعلم البلاد، وشالات تحمل صوره، وتلك العبارة المحفورة في القلب”كلنا خليفة”. لم تكن تستوعب تلك الصحفية أن يقطع الرجل عشرات الكيلومترات ليحضر منذ ساعات الصباح الأولى إلى المكان، دون أن يطلب منه أحد أو تكلفه جهة بمثل هذا الأمر. وعندما سألته أجابها بردود عفوية بسيطة، لا يستطيع المرء أن يحبس معها دمعاً يترقرق في المقل، تختزل كلماتها معاني الامتنان والوفاء للقائد والارتباط العميق بالوطن، قال لها ببساطة “نحن في الإمارات أسرة واحدة، شيوخنا وفروا لنا ما لم نكن نحلم به، معيشتنا تبدلت إلى خير عم حياتنا وحياة إخواننا، ومجالسهم مفتوحة لنا في كل وقت”.
وتذكرت ذلك المواطن المسن الذي حرص على الخروج من منطقته البعيدة عن العاصمة من بعد صلاة الفجر ليكون حاضرا مع أولاده في ذات المكان عند الجلسة الأولى للنظر في أمر هذه الشرذمة. وكان “الشايب” قد قال لصحفيين أجانب ما قال بالأمس لتلك الصحفية، الرجل الذي ذكرت.
إنها كلمات بسيطة تخرج من القلب عميقة العبارات غنية الدلالات، تشدو بحروفها قصة حب ووفاء وولاء وانتماء، يسطره أبناء الإمارات في كل موقع ومحفل، يروي للعالم أجمع قصة الإنسان على هذه الأرض، الإنسان الذي أكرمه الله ووطنه ليس بالثروة فحسب، وإنما بما هو أهم، نعمة حكمة آتاها لقائد حكيم أبحر بهم ومعهم نحو الرقي والإنجاز والرخاء والازدهار. ومع هذا لا يستطيع البعض من مدمني الإثارة وتحوير الحقائق استيعاب سر مكونات معادلة “كلنا خليفة”.


ali.alamodi@admedia.ae