دخل «الأبيض» تاريخ دورة الخليج من أوسع أبوابه، بتأهله إلى نهائي «خليجي 23»، إذ إنها المرة الأولى منذ انطلاق البطولة قبل 47 عاماً التي يتأهل فيها أحد المنتخبات إلى النهائي دون أن يسجل سوى هدف واحد! وجرت العادة، وربنا لا يغيرها، أن «الأبيض» كلما تأهل إلى النهائي كسب البطولة، مثلما حدث في «خليجي 18» بالإمارات عندما أبهر «سمعة» الجميع، وقاد المنتخب لتذوق «شهد الخليج» للمرة الأولى، وفي «خليجي 21» بالبحرين عندما تسلم «عموري» الراية من «سمعة»، وقاد هو وزملاؤه المنتخب إلى منصة التتويج للمرة الأولى خارج الديار. ومن حق جماهير الكرة الإماراتية أن تتفاءل بسيناريو «خليجي 23» الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو «خليجي 18»، عندما تقابل «الأبيض» في بداية مشواره مع المنتخب العُماني، وأنهى المهمة مع المنتخب العُماني أيضاً، فكان التتويج بهدف إسماعيل مطر في مرمى علي الحبسي. ولا يزال الإيطالي زاكيروني مدرب المنتخب يطبق منطق ميكيافيلي «الغاية تبرر الوسيلة»، إذ تأهل للنهائي برغم انتقاد الجميع للنهج الدفاعي الذي يلجأ له الفريق في مواجهة منافسيه، وأخطر ما في ذلك أن الفريق لا يطور أداءه الهجومي، مما يحول دون صنع الفرص الحقيقية للتهديف، كما أن زاكيروني أخطأ بإشراك أحمد خليل «غير الجاهز»، فاضطر إلى استبداله بإسماعيل الحمادي الذي كان من المفترض أن يضعه ضمن التشكيلة التي بدأت المباراة، ناهيك عن إشكالية الجبهة اليسرى التي شغلها محمد أحمد للمرة الأولى، إلى أن تبادل مركزه مع محمد المنهالي. وإذا كان كل اللاعبين يستحقون الإشادة بالتأهل إلى النهائي، فإن مهند العنزي يستحق تحية خاصة لأدائه المتميز، والذي كان وراء «أفضل إنقاذ في البطولة»، عندما أبعد الكرة من على خط المرمى في الدقيقة 108، وهي اللحظة التي كان يمكن أن تطيح أحلام «الأبيض»، كما أن خالد عيسى أثبت أنه أحسن حارس في البطولة، بقدرته الهائلة على حماية العرين الإماراتي، وجاء تألقه في ركلات الترجيح استكمالاً لتألقه الذي كان وراء الاحتفاظ بشباكه نظيفة لمدة 390 دقيقة حتى الآن. ×××× أضاع محمد المنهالي فرصة ذهبية لحسم المباراة مع نهاية الشوط الأول، لكنه عوضها بتحمل مسؤولية ركلة الترجيح الأخيرة التي قادت «الأبيض» إلى المباراة النهائية. ××× لسان حال منتخب البحرين بعد خسارته بهدف مهاجمه مهدي عبد الجبار «جبتك عون طلعت فرعون»!