كثيرة هي النتائج التي استوقفتنا في الأسبوع الأخير من دوري المحترفين وفي مقدمتها نتيجة مباراة النصر والشعب على وجه التحديد التي انتهت بفوز الشعب على مضيفه النصراوي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد·· ولا يخفى على أحد أن هذه النتيجة كانت مفاجئة بكل المقاييس·· وقبل أن نتحدث عن غرائب النصر نعطي للفائز حقه أولاً·· فالذي فعله الشعب يستحقه·· ولا شك أن انتفاضته جاءت في وقتها وزلزلت جدول الدوري في أسفله تحت أقدام '' الهوامير'' الذين ظنوا أن مسألة الهبوط أصبحت مقصورة على فريقين لا ثالث لهما هما الشعب والخليج·· وإذا الشعب تحديداً بفوزه الكبير على النصر في ستاد آل مكتوم وفي توقيت هذا الفوز·· يشعل الموقف ويقلب الأمور رأساً على عقب!· لم يتبق سوى أن يواصل الشعب هذه الانتفاضة المؤثرة مستغلاً صحة مقولة إن الفرق الكبيرة من الممكن أن تتحسن حالها لمجرد تحقيق ولو فوز واحد!· نعود للنصر - ذلك الفريق العريق - ونسأل أليس لهذا الوضع نهاية!· متى يعود النصر مثلما عادت فرق كثيرة بعد توقف طويل؟! لقد عاد الأهلي بعد سنوات عجاف·· لكنه عاد وهذا يحسب له· لقد عاد الوصل بعد طول غياب·· وهذا أيضا يحسب له·· وبالمناسبة فعندما عاد الوصل عاد من الباب الواسع·· عاد بثنائية الدوري والكأس·· وهو إنجاز يعينه لسنوات وسنوات! وأيضاً عاد الشباب بعد انقطاع طويل وغيبة عن التتويج·· الكل عاد إذن·· فمتى تعود يالنصر·· وأنت أيضاً من الكبار!! حالة طويلة من عدم الاستقرار··لماذا؟! حتى عندما عاد المدرب باكسلدورف مؤخراً وبدأ الفريق في التعافي·· الكل قال بالصوت العالي·· لقد عاد النصر·· لقد جاءه المدرب الذي سيعينه على الوقوف مرة أخرى·· وقبل أن يجف مداد هذه الكلمات تراجع النصر مرة أخرى 180 درجة·· فماذا دهاك يالنصر!· إنني من أشد المعجبين بالتطور الكبير الذي صاحب أداء الوصل مؤخراً·· لقد أغلق الباب على نفسه في فترة التوقف الطويلة وعرف ماذا يريد تحديداً·· شخص الداء بشكل صحيح·· وراح يعالج فريقه بالدواء المناسب·· وكما يقول المدربون خلق الوصل عمودا فقريا جديدا للفريق بجلبه لاعبين محوريين·· تستطيع أن تبني فريقا من خلالهم·· وشق طريقه بقوة·· وعلى رأي قائل لو كان دوري الإمارات من ثلاثة أدوار ربما استطاع الوصل أن يلحق بقطار المنافسة وبقوة لا يمكن أن يتصورها أحد!· آخر الكلام عندما يتعرض فريق كبير لأزمة·· فهذا وارد و في أي مكان في الدنيا·· لكن ولأنه كبير فمن المفترض أن لا يطول غيابه، أن تكون لديه إمكانية العودة السريعة لمكانته وبطولاته ·· هذه هي حال الكبار يالنصر·· راجع نفسك فقد طال الغياب!!·