هكذا أطلق عليها غانم الهاجري رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم بنادي العين، حكاية زوران، المدرب المغادر للنصر السعودي، والقادم للعين، وهي حكاية يجب أن تكون أقصر من قصيرة، ولكن شاء البعض أن يجعلوها حكاية طويلة، لها ذيول وتبعات وتشعّبات وصلت حد الإساءات. في البداية يجب دائماً كإعلاميين أن ننظر للأمور بعيون محايدة، ومن دون تعصب، ويجب أن نستقي المعلومة من أصحابها، وليس نقلاً عن قيل وقال، ولا عن حسابات مزورة عبر تويتر. نحن ذهبنا للأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر، وقال إنه مستغرب من خطوة العين، وإن أحداً من إداراته لم يتحدث معه، وإن زوران أخبره وشرح له لماذا سيترك النصر قبلها بفترة، فيما تناول بعض الإعلاميين «الكبار وأصحاب الفولورز الكثار» تغريدات، قيل إنها لغانم الهاجري، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، وفي الوقت نفسه بدأ البعض بوصف إدارة العين بأنها سلكت سبلاً ملتوية وغير شريفة، و«لطشت» المدرب من النصر. لهذا ذهبنا لإدارة العين وسألت بو ذياب عن القصة، فقال بكل وضوح، إن وكلاء المدربين عرضوا اسم زوران منذ شهر ديسمبر 2016، ولم يكن الرجل لا ضمن خياراتنا، ولا ضمن تفكيرنا؛ لأنه كان لدينا مدرب بكل بساطة، وبعد استقالة زلاتكو جاؤونا يسألون، إن كنا ما زلنا نبحث عن مدرب فقلنا نعم، والرجل كان أساساً موجوداً في دبي، وهو ضمن مجموعة أسماء واتصلنا به نسمع منه عن رؤيته وتفكيره وخططه، وأردنا أن يعرف فكرنا ورؤيتنا وعقليتنا. هذا كلام بو ذياب، وأنا أقول إن القصة أبسط وأقصر من أن يتم تعقيدها، وليس مألوفاً أن تتصل إدارة نادٍ بنادٍ آخر تطلب منه مدربه، وحدث أن تم التعاقد مع جوارديولا، وهو على رأس عمله في بايرن ميونيخ، وبيلجريني أيضاً على رأس عمله في مان سيتي، لا بل تبقى له سنة ونصف سنة في عقده. وفي الوقت نفسه، تمكنت إدارة النصر من التعاقد مع الفرنسي كارتيرو مدرب وادي دجلة المصري، وهو على رأس عمله، فلماذا نستهجن قصة زوران، ولا نستهجن قصة كارتيرو، علماً بأن وكيل أعمال زوران، قال إن الرجل استقال ويبحث عن نادٍ ليدربه. نحن من نُعقّد الأمور، ونحن من نزيد الطين بللاً، ونحن من نعمل من الحبة قبة، ونحن من نرى الأشياء من زوايا مختلفة، حسب ظروفنا وقناعاتنا وأوضاعنا، بينما هي في الواقع أبسط من ذلك بكثير.