تتواصل في عاصمتنا الحبيبة فعاليات معرض أبوظبي للدفاع ''آيدكس،''2009 ومما يثلج الصدر النجاح الذي تحقق للمعرض وهو يستقطب هذا الحشد العالمي غير المسبوق من الشركات من مختلف أنحاء العالم· حيث يشارك في دورته الحالية أكثر من 900 شركة دفاعية وصناعية متخصصة من خمسين دولة، تعرض معدات واجهزة وانظمة دفاعية لمختلف الفروع العسكرية والامنية· إلا أن ما يثلج الصدر حقا ويشرح القلب التنظيم الراقي والمتميز للحدث، والمشاركة الاكثر تميزا للشركات الاماراتية في المعرض الذي بدا فيه العالم بلمسة اماراتية· المشاركة الاماراتية في هذا المعرض الدولي على أرض امارات الخير والعطاء، جاء تميزها لا من حيث المساحة المخصصة للشركات الوطنية، ولكن تميزها نابع من الاسهام الذي اعلنت عنه وهي تطرح معدات وانظمة دفاعية وقطعاً عسكرية، وتعلن عن شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في المجال العسكري· وقد تمت المشاركة الاماراتية من خلال أكبر جناح في المعرض ضم حوالي 90 شركة في الجناح الذي وصلت مساحته إلى 10517مترا مربعا· جاء الاسهام الاكثر تميزا من شركة'' توازن'' التي اعلنت عن اطلاق أول مصنع لإنتاج ''الخراطيش'' في الشرق الاوسط، وكان هناك ايضا الاسهام المتميز الآخر من شركة ''كاراكال'' التابعة لـ ''توازن''، وهي تقدم أول منتج وطني من المسدسات بمواصفات عالمية، وضعت بلادنا على طريق صناعة الاسلحة الدفاعية الخفيفة· خاصة أن هذا المنتج نال على الفور رخصة تصدير للولايات المتحدة أحد أكبر مصنعي ومنتجي ومصدري المعدات العسكرية في العالم· وكذلك عقد تصدير منتجاتها الى ايطاليا· ويوم أمس الاول كانت شركة ''مبادلة'' توقع اتفاقية لإنشاء أكبر مركز لصيانة وإصلاح الطائرات العسكرية في المنطقة، كانت هناك اسهامات مميزة وكثيرة يصعب حصرها في هذه المساحة· ومما كان له الاثر السعيد والمريح لدى زوار وضيوف المعرض، أن أجنحة الشركات الوطنية المشاركة كانت تزخر بشباب رائعين من ''عيال الدار''، يقدمون العون والشرح عن المبادرات والمنتجات والمعدات التي أطلقتها الجهات التي يمثلونها بكل تمكن واقتدار في صورة تختزل واحدة من ثمار الغرس الطيب والرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، وهي ترى الاستثمار في الانسان أهم وأغلى استثمار، باعتباره محور كل اهتمام ونبض وعماد كل مشروع، فله ومن أجله توجهت كل البرامج والخطط التنموية منذ أن قامت الدولة· وهذا هو الإنجاز الذي حق علينا ان نزهو به، الانسان الذي حقق هذه الانجازات بعد أن تحصن بالعلم وأصاب أعلى المراتب المتقدمة في رحلة التسلح بالمعرفة· وهي الرحلة التي تثمر انجازات وعطاء على أرض العطاء والوفاء· وبالقدر الذي كان الارتياح يملاً الصدور، يلمح المرء مقدار الدهشة والاعجاب في عيون ضيوفنا ممن يزورون الدولة لأول مرة، وهم غير مصدقين أن ما يمثل ويشخص أمام انظارهم ما هو إلا محطة في مسيرة الإنجازات المتتالية التي تتلألأ على جبين وطن العطاء· ولصون المكتسبات التي تحققت لإنسان هذا الوطن، كان الاهتمام ببناء القوات المسلحة التي مثل المعرض إطلالة لها ايضا تعكس ما تحقق لها وبها·