يسدل الستار اليوم على النسخة التاسعة من معرض ومؤتمر الدفاع الدولي''آيدكس،''2009 وسط نجاح غير مسبوق لجهة حجم المشاركين والعارضين والوفود الزائرة من مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن الصفقات والاتفاقات ومذكرات التفاهم والتعاون التي أبرمت على هامش المعرض· وغير مسبوق أيضا من ناحية حجم المشاركة الإماراتية في المعرض ومستوى الإسهام الذي قدمته للصناعات الدفاعية، وهي تطرح عددا من البرامج والمعدات النوعية لترسخ مكانتها في السوق بعد أن شهد بإمكاناتها وقدراتها وطلب التزود بها مؤسسات ودول سبقتنا في هذه الصناعات كأميركا وإيطاليا· وكمتابع للحدث عن قرب منذ انطلاقته، كان هناك حرص إعلامي غير مسبوق أيضا على التواجد وتغطية فعاليات هذا الحدث الذي جاء، بينما تعصف الأزمة المالية العالمية باقتصادات الكثير من دول العالم· وجاءت هذه المشاركة العالمية بمثابة تأكيد على ثقة العالم باقتصاد دولة الإمارات، كما أكد العديد من كبار المسؤولين والزوار· فقد تم تسجيل أكثر من 900 إعلامي لحضور المناسبة· ولكن ما لفت نظري هو حجم ومستوى المجلات والمطبوعات الأجنبية المتخصصة في المجالات العسكرية والدفاعية، ووجود الصحفيين المتخصصين والمتمكنين، ليس في مجالات تخصصهم وحسب، بل التخصص في فرع من التخصص الأوسع والأشمل في هذا القطاع أو ذاك من القطاعات العسكرية· ومقابل هؤلاء تجد في عالمنا العربي ''الصحفي الشامل'' ذي القدرة على تغطية قدرات قطعة عسكرية متطورة للغاية خرجت لتوها من المصنع بذات القدرة والشمولية التي يدون بها تغطية حية لمسابقة ثقافية أو رياضية!!· وأمثال هؤلاء تسببوا في تقديم صورة مشوهة عن الصحفي العربي· ومن هذه النوعية التقيت ذات مرة بشخص قال إنه سيبدأ مشروعه الخاص بإطلاق مطبوعة متخصصة، واستغربت الطريقة السطحية التي كان ينظر بها إلى مشروعه المستقبلي، وهو يقول إن مطبوعته ستقوم على أساس ''فيفتي فيفتي''، أي أنه سيقدم صفحة تحريرية لأي معلن مقابل صفحة إعلانية مدفوعة الثمن، لذلك لم يفاجئني اختفاء الرجل ومطبوعته بعد أقل من ستة أشهر على إطلاق مشروعه ''الجهبذ''!· وفي إحدى المرات، كنت أزور معرضا عالميا للسفر والسياحة، عندما توقفت أمام زاوية لمطبوعة عربية مغمورة خاصة بالسياحة، وفوجئت بوجود مواد ترويجية عن المقويات الرجالية وعلاج الضعف، فسألت مسؤول الزاوية عن علاقة هذه المواد والأجهزة المعروضة بالإعلام السياحي، فرد بكل بساطة ''كلها خدمات يا صديقي''!!· أعود لأقول، إن المستوى الذي تجده في المطبوعات الأجنبية التي نراها في المعارض والمناسبات المتخصصة، ما هي إلا من عوارض الحالة الصحية للصحافة والإعلام هناك، وحيث تجد غنى وقوة وتنوع المادة الصحفية التي تتضمنها في هذا الحقل أو ذاك· وفوق ذلك تجدها ثرية إعلانيا بما يعكس قوة الشبكة التسويقية والترويجية لها، بالصورة التي تجبرك على احترام النجاح الذي أصابت في مجال تخصصها والشهرة الإعلامية التي نالتها· الواقع الإعلامي الشمولي هو امتداد للصبغة الشمولية التي تغمرنا وغرست في أذهاننا شخصية ''السوبرمان''، رغم أننا أصحاب المثل الشهير ''اعط الخبز لخبازه حتى لو أكل نصفه''، ولكن كثر الخبازون عندنا حتى ''زاد الماء على الطحين'' للأسف!!·