لا أدري .. أي الكلمات سوف تسعفني وأنا أودعك «بو أميرة» مفردتان ذهبتا بكسل الوقت للتأجيل حتى أفلتت تلك اللحظة من يدي ولم ألتقط للحب في قلبك صورة، ولم أعنون اسمك على الشارع المؤدي إلى منزلي. ربما كان عليّ أن أفعل أشياء كثيرة وكبيرة قبل أن تأتي هذه اللحظة التي أقف فيها مودعاً كلمتك الإنسان وابتسامتك وسعة صدرك. اللحظة المسافرة التي فتحت باب الذاكرة للذكريات والبدايات الجميلة التي جمعتني بك، تحملني هذه اللحظات الصعبة إلى بدايات العمل في مهنة «البحث عن المتاعب»، كان اللقاء الأول مع عصام سالم، ذلك الاسم الذي ارتبط في أذهان العاملين بالمهنة بالحرفية والتفاني في أداء الواجب وحب الآخرين، وقد لا أكون مبالغا إن قلت إن لـ «بو أميرة» الذي كان يوزع فينا كل صباح شلالات من التفاؤل والتميز في الاتحاد الرياضي، قصة مع كل من عمل في «الاتحاد الرياضي» كتبها بحروف من الإخلاص وحب الآخرين.. ولن أنسى ما حييت يوم أن دخلت إلى «الاتحاد» للمرة الأولى حالما بالعمل في هذه الجريدة التي كان اسمها كفيلا بإثارة قشعريرة الفخر في البدن. كان ذلك في صيف عام 1991 يومها استقبلني «الأستاذ» وعلى مدى سنوات كانت توجيهات عصام سالم الرقيقة زادا يوميا للعمل في المجال الرياضي، وعلى مدى هذه الأيام تأصل الحب في قلبي لهذا الرجل الذي أحب الإماراتيين فأحبوه. ولم أتخيل يوما أن يسافر عصام سالم إلى الحبيبة مصر دون أن ننتظر عودته في نهاية إجازة قصيرة، أو مهمة صحفية يعود بعدها ليفاجئ الوسط الرياضي بموضوعات صارت علامة مميزة للاتحاد الرياضي على مدى عقود. لقد تعثرت الكلمات على لسان قلمي ولسان حالها يقول يالله.. «بو أميرة» يتركنا الآن بعد 31 عاما من العطاء في الاتحاد و19 عاما بالنسبة لي في هذه الجريدة التي شهدت العديد والعديد من المواقف التي أعتز بالغالبية العظمى منها، سافر واترك حكايتك مفتوحة للتواصل والأمل سافر وأترك لي رشاقة قلمك وأشجار عطائك. سافر وأترك لي تذكرة مفتوحة على البدء وجناح طائر يقلني إليك. سافر لأننا دوما معك..